كرة القدم هي الممول الرئيس لبعض الدول، كرة القدم لم تكن لإلهاء الشعوب فهي الروح لبعض المشجعين، من يوحي نفسه لها لا ينظر سوى لمتهته، لكن المتعة في مصر حتى الآن لم تعود كما عاهدناها، رأينا خلال ثلاث سنوات مجزرتي بورسعيد والدفاع الجوي بوجود مجني عليه دون جانٍ.
الكوارث بكرة القدم دائماً سببها سوء تنظيم أو مشاكل دون حل، لكن اليوم نقدم الحلول لعودة الروح للمدرجات.
بدأت القصة مع كارثة هيلزبرة عام 1989، حيث أقيمت مباراة بين نوتينجهام فورست وليفربول ضمن مباريات كأس الاتحاد الإنجليزي، الملعب يتسع ل35 ألف مشجع فقط، وهو رقم صغير بالنسبة لجماهير ليفربول المتعطشة لمساندة فريقها، من التدافع وكثرة الأعداد أدت لسقوط السياج الحديدي بين الملعب والجماهير، الاتحاد الإنجليزي في ذلك الوقت كان يضع هذا السور لوقاية من في الملعب من ظاهرة الهوليجانز التي كانت تجتاح إنجلترا.
الاتحاد الإنجليزي بدأ في وضع قوانين وشروط للملاعب والمشجعين للحد من شغب الملاعب والكوارث، البداية كانت بوضع عقوبات رادعة للشغب تصل للسجن لمدة عشر سنوات وعدم دخول أي ملاعب تابعة للاتحاد مدى الحياة، وأيضاً إزالة الأسوار حول ملعب المباراة لأنها تكون دائماً سبباً لكوارث ضخمة.




الضوابط بدأت بتجهيز الاستادات على أعلى مستوى سواء أمنياً أو لخدمة المشجعين، توسيع ممرات الاستادات تجنباً للازدحام والاختناق، التذكرة بالحجز الإلكتروني ووجود اسم المشجع عليها ورقم الكرسي الخاص به، سرعة المواقع الخاصة بحجوزات التذاكر وجاهزيتها لأي ضغط شراء للتذاكر، وجود أكثر من 30 بوابة إلكترونية لدخول المشجعين، غرفة تحكم لجميع كاميرات الملعب، وأخيراً إزالة الأسوار الحديدية.
بالنسبة للمشجعين سيتم فرض عقوبات ضخمة جنائياً ومالياً للمشاغبين وللنادي، إذا ثبت تورط الشخص وتم تصويره سيعاقب جنائياً بالسجن لفترة تتراوح بين ستة أشهر وعشر سنوات، وسيتم منعه من دخول الملاعب لمدة قد تصل لمدى الحياة، تغريم النادي الخاص بالمشجع وفرض غرامة تتخطى 2000 جنيه استرليني على المشجع.
لم ينسى الاتحاد الإنجليزي والمسؤولين عن التنظيم خدمات المشجعين، يتواجد مطاعم وأماكن لشراء المشروبات داخل الاستاد ولكن ممنوع الكحوليات، تسهيل أمور الخروج من الملعب في حال حدوث حريق بوجود بوابات طوارئ خاصة بهذه اللحظة.
هكذا استطاعوا القضاء على ظاهرة الهوليجانز بعد وفاة 96 مشجع من جماهير ليفربول، ولكن تتشابه الأيام وتختلف الأماكن والأرقام، كوارث جديدة لكرة القدم هذه المرة بمصر.
عام 2012 في مباراة جمعت بين المصري البورسعيدي والأهلي راح ضحيتها 72 شاب من مشجعي الأهلي وكان أخر صوت بالملعب “اللاعيبة لا” ، ليرد جمهور الزمالك بعد العودة للمدرج برسالة “ما زال المدرج ينزف بالدماء نحتسبهم عند الله شهداء”.
لم تمر سوى ثلاث سنوات وصاحب الرسالة لم يكن متواجد بل ذهب لعنان السماء، مباراة تجمع بين الزمالك وإنبي والدخول عن طريق ممر حديدي مصطنع راح ضحيته 22 شاب وفتاة من الأوفياء، وكان أخر صوت من أمام الاستاد “افتح بنموت”، لترد جماهير الأهلي برسالة “ذهبوا إلى جنة الخالدين رحم الله العشرين”.
أصبحت الرسالة واضحة مهما كانت العداوة فالدم ليس بيننا.
الاتحاد الإنجليزي صدر للعالم طريقة التغلب على الشغب وها قد عرضناها، ومنذ أيام بسيطة عرضنا فكرة سيد فاروق لعودة الجماهير وتطوير الاستادات، فلا شيء متبقي سوى وضع الخطط العريضة من قبل المنظمات التي لها علاقة بالملاعب وتنظيم دخولها.