أنا الأسطورة (1) - الهوية والصفات

أنا الأسطورة (1) – الهوية والصفات

Array
- Advertisement -
- Advertisement -

يصف مشجعو الكرة في كل أنحاء العالم فئة خاصة من لاعبي أنديتهم ولاعبي منتخباتهم باللاعب الأسطورة، ويتفاخر كل مشجع بأسطورته ويتغنى الجمهور بها ويخلد ذكراه على مدى الزمان وتدور حروب شرسة محلياً وإقليمياً وعالمياً حول الأسطورة الأعظم والأفضل.

 

ولكن هل هناك تعريف لتلك الكلمة من الناحية الكروية؟ وما العوامل التي نطلق بها هذا اللقب على لاعب بعينه دون غيره؟ وهل يجوز المقارنة بين أساطير في حقب زمنية مختلفة؟

 

أسئلة كثيرة تدور في فلك هذا الموضوع، نحاول إجابتها سوياً في التقرير التالي.

 

يتفق الجميع على لاعبين بأعينهم لإطلاق لقب الأسطورة عليهم سواء محلياً أو عالمياً ونختلف أيضاً لوجهات نظر فنية أو أهواء شخصية أو مجرد أراء لا أساس لها سوي ميول أو قبول النجم من عدمه من ناحية الكاريزما والشخصية المستقلة.

 

الأسطورة المحلية يظل لاعباً لم تتخط شهرته وصيته نطاق الدولة التي لعب بها والنادي أو الأندية التي ارتدى قميصها بعوامل ومواصفات معينة ساهمت في تكوين أسطورته.

 

الأسطورة العالمية هو لاعب بلا شك لمع نجمه في الملاعب والبطولات الكبرى وترك بصمة لا يمحوها زمن ولا يختلف عليها مشجع أياً كان الانتماء على المستوى العالمي في كل أنحاء المعمورة.

 

لا يمكن الجزم والفصل بتحديد عوامل معينة للنجم الأسطوري ولكن بوضع نجوم محليين ونجوم عالميين في بوتقة اختبار الصفات المشتركة لمن نطلق عليه “الأسطورة” سنجد العناصر المتشابهة بينهم وتدوم أوجه الاختلاف التي تميز كل أسطورة عن الأخرى.

 

أبرز صفات وعوامل اللاعب الأسطورة

 

1-القدرات والإمكانيات الفنية العالية حسب المركز الذي يشارك فيه اللاعب.

 

2-الثبات على المستوى فترة زمنية كبيرة في عمر اللاعب الكروي وألا تكون طفرة في البدايات أو ارتجال في المنتصف أو لمعان المشاهد الختامية.

 

3-الألقاب الفردية التي يحصل عليها اللاعب والبطولات التي يساهم في إضافتها لفريقه (النادي أو المنتخب) طوال مشواره.

 

4-المواقف الإيجابية التي يظهرها اللاعب داخل وخارج أرضية الملعب بخلاف فنيات كرة القدم من حسن الأخلاق والتواضع والالتزام والمشاركة الفعالة في الأحداث والتي تظل خالدة في أذهان الجمهور وتكتب سطور من حكاية الأسطورة.

 

5-الانتماء والوفاء للنادي والحرص على تكوين علاقة عشق خاصة مع الجمهور تبقى من العوامل الملهمة لزيادة عمر صلاحية الأسطورة الزمني.

 

6-الحفاظ على السيرة الطيبة بعد الاعتزال وإضافة بعد آخر لجوانب وملامح الأسطورة بشكل مشرف دون التقليل أو الإضرار بالمسيرة الناصعة في الملاعب.

 

6-السعي لتمثيل المنتخب الوطني والدفاع عن ألوان علمه ورفع اسمه في كل المباريات والمناسبات والبطولات الدولية.

 

7-اختيار التوقيت المثالي لإسدال الستار على مسيرة اللاعب واعتزال الكرة سواء دولياً دون الدخول في معارك التشكيك في الوطنية والتخاذل عن تلبية نداء المنتخب أو محلياً دون الجلوس على مقاعد البدلاء لتراجع المستوى وهبوط اللياقة البدنية والتعفف عن سؤال بضع دقائق في نهايات المباريات.

 

تكامل تلك العوامل كالتروس المتداخلة في أحد ماكينات المصانع العملاقة التي تجعل مراحل الدوران والتكوين والنضج للأسطورة مختلف عما سواه وذلك ما يميز كل نجم عن الآخر، لذلك ستجد أن الموضوع يصادف هوى عند البعض في سقوط أحد تلك العناصر أو غيرها في وصفه للأسطورة.

 

إن لم يكن النجم حاصداً للبطولات الجماعية أو مستحوذاً على الجوائز الفردية في مسيرته وبقى وفياً لناديه طوال مسيرته فإنه يبقى رمز أبدي مثل نجوم قلائل أبرزهم قيصر روما فرانشيسكو توتي الذي قضى مع الجيالوروسي 23 عاماً حتى الآن ورفض كل الإغراءات والعروض التي قدمتها له أندية أوروبا.

 

ومن الممكن أيضاً أن يتغاضى الجميع عن نقطة الأخلاق وعدم الالتزام أو الانضباط داخل الملعب أو خارجه أو بعد الاعتزال لأحد الأساطير لتميزه وعزفه المنفرد على أوتار الأبدية في المهارات والإمكانيات الخاصة مثل الثائر الأرجنتيني دييجو أرماندو مارادونا الذي قاد وحده منتخب بلاده لتحقيق كأس العالم 1986 في المكسيك ونادي نابولي للفوز بلقب الدوري الإيطالي موسم 1986/1988 إلا أنه كان مثيراً للجدل بإدمانه للكوكايين ونقده الدائم للعديد من النجوم والفرق والمنتخبات.

 

وبحكم التطور الزمني وتعاقب الفصول الكروية في كتاب الأساطير سنجد مقارنات دائمة بين النجوم الأفضل والأعظم لنادي واحد لبلد معينة لقارة بأسرها لحقبة زمنية معينة أو لمركز خاص في الملعب وأيضاً مقارنات تتقافز الحقب الزمنية وتضع نجوم حاليين وجهاً لوجه أمام أحد الأساطير القديمة وهي أمور أدمنها عشاق الكرة في الحوارات ويستغلها مراكز الإحصاء بالفحص والتدقيق في الأرقام الشخصية والبطولات الجماعية والشعبية إلى وقتنا الحالي.

سنرصد في تلك السلسة مجموعة الأساطير التي مرت في لعبة كرة القدم بمنظور مختلف يطلعنا على أسباب كون هؤلاء النجوم أساطير دوناً عن غيرهم بأسلوب وطريقة اللعب والأرقام الفردية والإنجازات الجماعية والمواقف الخالدة داخل وخارج الملعب وبعد الإعتزال وسنتطرق لأسطورة اللاعب المحلي دون شك في حلقات السلسة.

تعليقات الفيس بوك

الكاتب

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة

اخر الأخبار