أسدل الستار على مسيرة قائد يوفنتوس وأفضل حارس مرمى في التاريخ عند البعض، جيانلويجي بوفون، بعد إعلانه الرحيل عن البيانكونيري وخوضه المباراة الأخيرة له مع الفريق ضمن الجولة الأخيرة من الدوري الإيطالي أمام هيلاس فيرونا، متوجاً ببطولتي الدوري والكأس.
وودع بوفون محبيه على ملعب يوفنتوس عندما تم استبداله في الدقيقة 63 وسط بكاء، بل نحيب من الجماهير الحاضرة التي جاءت لتودع قائدها وأسطورتها التي لن تتكرر.
ولم يكتفي القائد المخلص بذلك بل توجه إلى مدرجات الملعب بجميع جوانبه ليصافح محبيه للمرة الأخيرة التي سيظهر فيها وسط جماهيره التي لعب من أجلها وأفني 17 عاماً من مسيرته داخل أروقة كبير الأندية الإيطالية محارباً ومقاتلاً من أجل إدخال البسمة عليهم.
حقق بوفون مع بارما لقب كأس الاتحاد الأوروبي وكأس إيطاليا وكأس السوبر الإيطالية، قبل أن ينتقل إلى يوفنتوس عام 2001 كأغلى حارس مرمى في العالم بمبلغ 52.88 مليون يورو وهو يملك من العمر 23 عاماً، ولم يتخطى أي حارس في العالم هذا المبلغ ليظل بوفون هو الأغلى في تاريخ اللعبة إلى وقتنا هذا رغم ارتفاع أسعار اللاعبين وجنون سوق الانتقالات في وقتنا الحالي.
ومن هنا بدأت حكايته مع السيدة العجوز، فأضاف شيئاً إليها وأضافت إليه الكثير.
شارك بوفون مع يوفنتوس في 656 مباراة منهم 641 في الدوري الإيطالي كأكثر اللاعبين مشاركة في المسابقة بعد باولو مالديني الأول بواقع 684 مباراة، وخرج بشباكه نظيفة في 311 مباراة بجميع المسابقات مع اليوفي، أي ما يعادل النصف وهذه نسبة كبيرة فيما يتعلق بمعدل نظافة الشباك.
ليس هذا فقط بل إن بوفون هو أكثر حارس محافظة على نظافة شباكه بالتاريخ بواقع 463 مباراة، وهو أكثر حراس المرمى حفاظاً على نظافة شباكه في المسابقات الأوروبية بواقع 89 مباراة.
ولن تكفي هذه السطور لسرد جميع إنجازات الحارس العملاق، ولكن سنكتفي بذكر بعضها، فإن بوفون هو أكثر حارس تحقيقاً للإنجازات الشخصية في تاريخ اللعبة.
فقد حقق جائزة أفضل لاعب شاب في يورو 1999، وأفضل لاعب في دوري أبطال أوروبا عام 2003 عندما حقق إي سي ملان لقب دوري الأبطال على حساب اليوفي في نهائي البطولة، وهو الحارس الوحيد في العالم الذي حقق هذه الجائزة، كما فاز بجائزة أفضل لاعب في أوروبا لنفس العام.
وتفرد بكونه أكثر حارس مرمى بالتاريخ وأكثر لاعب إيطالي ترشحاً لجائزة الكرة الذهبية بواقع عشر مرات (2003-2004-2005-2006-2007-2008-2012-2013-2016-2017).
ودخل بوفون قائمة أفضل عشر حراس في العالم في عام 1999 ولم يخرج من القائمة حتى عام 2017، مما يعني أنه ظل من ضمن أفضل 10 حراس بالعالم خلال 18 موسم.
ولُقب بأفضل حارس مرمى في العالم في خمس مناسبات كأكثر حراس المرمى تحقيقاً للجائزة – مناصفة مع الحارس الإسباني إيكار كاسياس – منذ انضمامه إلى القائمة، فقد فاز باللقب في (2003-2004-2006-2007) ثم عاد بعد ذلك بعشرة أعوام ليصبح أفضل حارس مرمى في العالم مرةً أخيرة في 2017 وهو يناهز من العمر 39 عاماً، ليعلم الجميع حجم إصرار هذا اللاعب العظيم وتفانيه في عمله وحرصه على أن يكون الأفضل رغم كبر سنه.
وحقق أيضاً لقب أفضل حارس في بطولة كأس العالم 2006 عندما فاز باللقب مع المنتخب الإيطالي، كما شرف بمشاركته في خمس نسخ متتالية من كأس العالم (1998-2002-2006-2010-2014).
كما حقق لقب أفضل حارس في بطولة اليورو بثلاث نسخ متتالية وهو إنجاز لم يسبقه إليه أحد (2008-2012-2016).
ويعد الإيطالي المخضرم صاحب ال40 عام أكثر لاعبي إيطاليا تحقيقاً للقب الدوري برصيد تسعة ألقاب مع اليوفي، لقبين قبل الهبوط إلى السيريا بي، ثم سبعة ألقاب متتالية آخرهم لقب الدوري موسم 2017\2018.
كما حقق لقب كأس إيطاليا خمس مرات وكأس السوبر الإيطالي ست مرات، جميعها مع يوفنتوس
ومن ناحية أخرى، فإن بوفون هو أسوأ الحراس حظاً لأنه برغم كل هذا اللألقاب والإنجازات الفردية، فقد استعصت عليه البطولة الأغلى أوروبياً، دوري أبطال أوروبا، إذ تمكن من الوصول إلى نهائي المسابقة في ثلاث نسخ، وخسرها جميعاً في 2003 لحساب ميلان، 2015 لحساب برشلونة وأخيراً في 2018 لحساب ريال مدريد.
وأخيراً أعلن بوفون نهاية مشواره الأسطوري مع السيدة العجوز رغم مطالبات العديد من الجماهير له بالاستمرار إلا أن البطل فضل أن يتنحى وهو في أبهى صوره له متوجاً ببطولة الدوري السابعة له توالياً ولقب كأس إيطاليا الرابع على التوالي.
ومع اقتراب اعتزاله سيبقى بوفون جزأً لا يتجزأ من تاريخ يوفنتوس الكبير في انتظار قراره النهائي بالاستمرار في الملعب أم خلف المكتب في إحدى المناصب الإدارية.