يظل تأهل المنتخب المصري إلى كأس العالم هو حلم يراوض الجماهير والشارع المصري
كرة القدم هى المشاعر الذي تحرك قلوب الجماهير ومصدر السعادة والإلهام الوحيد منذ انطلاق صافرة الحكم وبداية المباراة يظل الشغف والروح لا يغيب عن جدران الشارع المصري حتى إذا غابت الإنجازات فترات طويلة

التأهل إلى نهائيات كأس العالم هو حلم الجماهير المصرية والكرة الأفريقية والعربية والعالمية أيضًا
والتواجد بين أكبر المنتخبات عبر التاريخ هو إنجاز تاريخي لم يتحقق كثيرًا حتى إذا كانت المشاركة متواضعة
الجيل الذهبي لمنتخب مصر هو تمكن من تحقيق كل شئ في كرة القدم الأفريقية ولا يوجد أحد في قوته وهيمنته وقدرته على تحقيق الألقاب ولعب أمام أكبر المنتخبات عبر تاريخ اللعبة ولكنه فشل في التأهل إلى كأس العالم 2014
وعندما نتحدث عن التأهل إلى كأس العالم لم يجب أن نتخلى عن المواجهة التاريخية بين مصر والجزائر بتصفيات كأس العالم 2010

مشوار منتخب مصر في تصفيات كأس العالم جنوب 2010:
أوقعت قرعة تصفيات كأس العالم 2010 الفراعنة ضمن المجموعة الثالثة مع 3 منتخبات وجاءت المجموعة كالتالي:
– الجزائر
– مصر
– زامبيا
– رواندا
مصر 1-1 زامبيا
بدأت منافسات الفراعنة في التصفيات بمواجهة ضد منتخب زامبيا بالجولة الأولى على ستاد القاهرة الدولي
والذي انتهت بالتعادل الإيجابي بهدف لكل فريق، بدأ المنتخب المصري بالتسجيل عن طريق عمرو زكي في الدقيقة الـ 28 من عمر الشوط الأول
بينما عادل منتخب زامبيا النتيجة عن طريق لاعبه كاسونديه في الدقيقة 73 من عمر الشوط الثاني، ليفقد الفراعنة نقطتين في بداية مشوار التأهل إلى مونديال جنوب أفريقيا
الجزائر 3-1 مصر

بعد السقوط على ستاد القاهرة، ذهب منتخب مصر إلى الجزائر لمواجهة المنتخب الجزائري بقمة المجموعة من أجل العودة إلى القاهرة بنتيجة إيجابية
ولكن ما حدث هو خسارة المنتخب المصري بثلاثة أهداف مقابل هدف لصالح محاربي الصحراء عن طريق ( كريم مطمور، عبد القادر غزال، رفيق جبور ) بينما أحرز هدف مصر الوحيد كان عن طريق محمد أبو تريكة في الدقيقة 86
مصر 3-0 رواندا
دخل المنتخب المصري الجولة الثالثة دون تحقيق أي فوز في دور المجموعات بعد التعادل والخسارة خلال الجولتي الأولى والثانية
وبدوافع مختلفة عند مواجهة منتخب رواندا وعلى أمل تحقيق الانتصار الاولى وسط حضور جماهيري كبير على ستاد الكلية الحربية
وبالفعل نجح الفراعنة من تحقيق فوز مريح منتخب رواندا بثلاثية نظيفة عن طريق ( محمد أبو تريكة هدفين 65، 95، حسني عبد ربه من ضربة جزاء 77 )
رواندا 0-1 مصر
انطلقت طائرة المنتخب المصري إلى الأراضي الأفريقية وبالتحديد رواندا والذي نجحت في تحقيق فوز صعب للغاية بهدف نظيف بأقدام الصقر أحمد حسن عند الدقيقة 67
زامبيا 1-0 مصر
قذيفة القيصر حسني عبد ربه في الدقيقة 68 مهدت الطريق لـمصر من أجل تحقيق فوز صعب على زامبيا وتستمر رحلة الصعائب داخل الأدغال الأفريقية
مصر 2-0 الجزائر

الفراعنة تدخل مباراة الجزائر وهى أمامها الفوز والـ 3 نقاط فقط ولا يوجد بديل آخر، الجميع يحتشد على ستاد القاهرة منذ الصباح الباكر والجميع في الشوارع على أتم الاستعداد
المنتخب الوطني يدخل المباراة وهو في رصيده 10 نقاط قبل مواجهة محاربي الصحراء
بينما المنتخب الجزائري يدخل المباراة وهو يمتلك الأفضلية لصالحه بتصدر المجموعة برصيد 13 نقطة بفارق 3 نقاط عن المنتخب المصري
شروط التأهل إلى المونديال:
– يحتاج المنتخب المصري الفوز بفارق هدفين ليحجز مقعده في المباراة الفاصلة
– بينما منتخب الجزائر فهو يحتاج إلى التعادل أو الخسارة بفارق هدف واحد لضمان التأهل إلى كأس العالم جنوب أفريقيا 2010

أحداث المباراة:
مواجهة الجزائر لم تكن بالسهلة خصوصاً إنها شهدت المباراة غياب 3 لاعبين من القوام الأساسي عن المنتخب المصري وهم ( حسني عبد ربه بسبب الإصابة، وائل جمعة ومحمد شوقي بسبب الإيقاف )
بينما دخلت الجزائر المباراة بكامل صفوفها، رغم كل ذلك والظروف الصعبة الذي يواجها الفراعنة لم يواجهوا صعوبة من هز الشباك
حيث بدأت المباراة بضغط قوي من لاعبين المنتخب الوطني من الدقيقة الأولى وجاءت أولى هجمة بهدف عن طريق عمرو زكي في الدقيقة الثالثة أشعل المباراة وستاد القاهرة ورفع روح المعنوية للاعبين
الهدف المبكر جعل سقف طموحات اللاعبين المنتخب أكبر وظل يهاجم أبناء حسن شحاتة لكن قاواوي حرم محمد أبو تريكة من ضربة حرة وكاد عنتر يحيي أن يحول الكرة بالخطأ في مرماه والتي ارتطمت بالقائم الأيمن وفشل محمد حمص من تحويل الكرة إلى الشباك
جميع محاولات محاربي الصحراء فشلت ونجح عصام الحضري في التصدي لها واستمرار فرص المنتخب في التأهل أو أقصى تقدير لعب مباراة فاصلة
التبديل الذي هز عرش الشارع المصري:
بعد محاولات عديدة من المنتخب المصري دون فاعلية وتسجيل الهدف الثاني، قرر حسن شحاتة مدرب المنتخب الدفع بـعماد متعب في الدقيقة 70 بدلًا من عمرو زكي لتنشيط خط الهجوم أكثر وتفعيل خاصية الهجوم ثم الهجوم ثم الهجوم
ظل ضغط لاعبي المنتخب المصري قائم واستماته دفاع وحارس الجزائر مستمر، ظن الجميع أن الأمور شبه انتهت لصالح الجزائر
ولكن تشجيع الجماهير المصرية في مدرجات ستاد القاهرة والهتاف الشهير “كأس العالم .. كأس العالم”
هندفع المنتخب خلال الجبهة اليسرى وبعرضية من مسافة بعيدة نجح عماد متعب من لمسها وتحويلها إلى الشباك في الوقت القاتل من الدقيقة الخامسة من الوقت بدل الضائع وفرحة عارمة بعودة الأمل والحياة لكل من عاشها
هل كل شئ انتهى؟
الفصل الأخير من مواجهة ستاد القاهرة انتهت باللقطة الأكثر قسوة في تاريخ الكرة المصرية وهى فرصة الهدف الذي أهدرها الزئبقي محمد بركات بغرابة شديدة
من الدقيقة الأخيرة في الوقت بدل الضائع وسط صراخات اللاعب قبل صراخات الجماهير وحصرتها على الفرصة الأخيرة التي تم أهدرها وهذا من يطلق عجائب الدنيا السبعة وبركات
– المباراة الفاصلة:
ينتهي مشوار مصر والجزائر في دور المجموعات بالتساوي في كل شئ من حيث عدد النقاط برصيد 13 نقطة والفوز والخسارة والتعادل والأهداف وأيضًا المواجهات المباشرة
ليقرر الاتحاد الأفريقي لكرة القدم إجراء قرعة لتحديد البلد المستضيفة لإقامة مواجهة فاصلة بين مصر والجزائر في السودان لتحديد من المتأهل إلى كأس العالم 2010
حيث كانت الفراعنة اختارت السودان بينما منتخب الجزائر اختار جنوب أفريقيا لكن القرعة أجريت لصالح المنتخب المصري وتم اختيار السودان لاستضافة المواجهة الفاصلة
يوم 18 نوفمبر على ستاد أم درمان كانت الكرة الإفريقية والعربية على موعد مع مباراة لم تنسى وتظل في أذهان الجماهير وسط أجواء مشحونة الذي شهدتها المباراة قبل المواجهة
صافرة الحكم انطلقت ومعها آمال وطموح كلا المنتخبين بحسم التأهل إلى كأس العالم، وظل التعادل السلبي مستمر حتى جاءت الدقيقة 40 الذي شهدت رأسية عنتر يحيي في شباك عصام الحضري وانتهاء حلم التأهل إلى كأس العالم
لينتهي حلم الجيل الذهبي المنتخب المصري بالتأهل إلى كأس العالم في أصعب لحظات عاشتها الكرة المصرية والكابوس الذي لم يمكن تجاوزه
أقرأ أيضًا: أحداث تاريخية(6) – دوري أبطال أفريقيا 2020 في زمن كورونا
كتابة: mohamed Wahed
يمكنكم متابعة اكونت تويتر من خلال الرابط التالي: Cairo Stadium