الكرة الأوروبيةإنجلترامِن الأفضل في إنجلترا إلى الأخير في مانشستر يونايتد.. ماذا حدث لهاري...

مِن الأفضل في إنجلترا إلى الأخير في مانشستر يونايتد.. ماذا حدث لهاري ماجواير؟

- Advertisement -
- Advertisement -

“لا أحب الشعور بالأسف على نفسي ولكن من الصعب تجاهل كل تلك الانتقادات، كثير من الناس ينظرون إلى لاعب كرة القدم على أنه روبوت ليس لديه مشاعر، لكن بالطبع لدينا مشاعر، نشعر بخيبة أمل ونتألم عندما لا نلعب بشكل جيد”.
كانت تلك كلمات هاري ماجواير في حوار سابق مع صحيفة “ذا تايمز” قبل كأس العالم الأخير في قطر، كلمات توضح مدى الضغط الذي يتعرض له المدافع الدولي الإنجليزي.

خلال موسم 21-22 أجرى معهد آلان تورينج دراسة استقصائية عن لاعبي كرة القدم الأكثر تعرضاً للإساءة في الدوري الإنجليزي الممتاز على وسائل التواصل الاجتماعي.

ووجد الاستطلاع أن هاري ماجواير (أغلى مدافع في تاريخ كرة القدم والمدافع الأساسي لمنتخب إنجلترا على مدار أكثر من 6 سنوات) تلقى 8954 تغريدة مسيئة، في المركز الثاني خلف كريستيانو رونالدو، وبالتأكيد فتلك الأشياء تؤثر بالسلب على نفسية اللاعب وتقلل ثقته بنفسه.

هاري ماجواير

ماجواير الذي انتقل إلى مانشستر يونايتد في صيف 2019 قادماً من صفوف ليستر سيتي بمبلغ تخطى 80 مليون يورو، رُسِمَت مسيرته منذ ذلك الحين على شكل منحنى تنازلي.

حيث إنه في أول مواسمه رفقة الشياطين الحمر (19-20) حقق العلامة الكاملة بالمشاركة في كل لقاءات البريميرليج (38).

لم يكن الموسم الثاني (20-21) مثالياً بالنسبة للمشاركات مثل الأول لكنه كان جيداً، حيث لعب 34 مباراة.

واستمرت النسبة في الانخفاض بالموسم الثالث (21-22) لتصل إلى 30 مشاركة.

قبل أن يشهد الموسم المنقضي (22-23) 16 مشاركة (8 منهم كبديل)، نسبة ليست هي الأسوأ بالنسبة لمسيرته في مانشستر فقط، بل في مختلف الفرق التي لعب لها في البريميرليج منذ 2016 حتى الآن (هال سيتي – ليستر سيتي – مانشستر يونايتد).

هاري ماجواير

أما على مستوى التوقعات، فلم تختلف كثيراً عن تسلسل المشاركات.

فقبل تعاقد اليونايتد مع ماجواير كان الفريق قد أنهى موسمه (18-19) في الدوري بالمركز السادس مستقبلاً 54 هدفاً (الأسوأ بين فرق التوب 6).
كما أن هناك فرقاً أتت خلفه في الترتيب ورغم ذلك كانت أقل منه في معدل استقبال الأهداف مثل (وولفرهامبتون – إيفرتون – ليستر سيتي – كريستال بالاس – نيوكاسل).

وبالتالي كان التعاقد مع المدافع الإنجليزي الدولي منذ 2017 والذي شارك في جميع مباريات منتخب الأسود الثلاثة خلال كأس العالم 2018 (7 مباريات) بمبلغ هو الأعلى في تاريخ المدافعين حاملاً معه توقعات مبُالغ فيها، ليس فقط من قِبَل جماهير الفريق ولكن من الإعلام الإنجليزي أيضاً.

وها هو الآن صاحب الـ30 عاماً بعد 4 مواسم قضاها في مانشستر تدرج خلالهم من القمة إلى القاع، فبعد أن كانت قيمة الصفقة أكثر من 80 مليون يورو أصبحت قيمته التسويقية أقل من 25 مليون يورو، وبعد أن كان يُعتَبر المدافع الأفضل داخل إنجلترا أصبح الخيار الخامس بين مدافعي مانشستر يونايتد وربما يرحل خلال الميركاتو الحالي بمبلغ زهيد مقارنة بالذي أتى به.

وعلى الرغم من كل تلك الأمور السلبية، كان الجانب الآخر مشرقاً بظهور ابن مدينة شيفلد على المستوى الدولي خلال نفس الفترة بأرقام جيدة وأداء مميز مختلف تماماً عن الوضع مع ناديه، فمنذ 2019 حتى الآن شارك بصفة أساسية في كل بطولات المنتخب الإنجليزي (يورو 2020 – دوري الأمم الأوروبية 2021 و2023 – كأس العالم 2022).

هاري ماجواير

فماذا عن لغز هاري ماجواير مع مانشستر يونايتد؟ ما الذي حدث؟ وكيف تراجع بتلك الطريقة رغم ثباته مع المنتخب؟

يمكن تلخيص الأسباب من وجهة نظري في 4 محاور رئيسية عنوانهم المشترك هو سوء الحظ، وبعض الأشياء الأخرى..

1- الاستقرار الفني:

في المنتخب الإنجليزي فهو يتعامل مع نفس الطاقم التدريبي بقيادة المدرب جاريث ساوثجيت الذي يتولى القيادة الفنية منذ 2016 حتى الآن.

أما في مانشستر يونايتد فقد انضم إلى الفريق في مرحلة انتقالية صعبة، فمنذ 2019 حتى الآن تدرب تحت قيادة 3 أسماء مختلفة (أولي جونار سولشاير – رالف رانجنيك – إريك تين هاج)، وكان لكل منهم أفكار فنية وتعامل مختلف بالإضافة إلى تغييرات كبيرة في الأسماء الأساسية واختيار اللاعبين.

هاري ماجواير

2- أزمة ميكونوس:

في صيف 2020 أثناء تواجد العائلة في جزيرة ميكونوس اليونانية، قضى ماجواير وشقيقه ليلتين مُحتَجَزين لدى الشرطة اليونانية وتم توجيه لهما عدداً من التهم مثل الاعتداء بالعنف ضد موظفين وإحداث أذى جسدي، بالإضافة إلى محاولة تقديم رشوة.

وحكم عليه بالسجن لمدة 21 شهراً و10 أيام مع إيقاف التنفيذ، ورغم أنه أنكر كل التهم إلا أنها بالتأكيد كانت أزمة ذات تأثير كبير عليه سواء داخل الملعب أو خارجه.

هاري ماجواير
هاري ماجواير يغادر محكمة في جزيرة سيروس اليونانية، المركز الإداري لمجموعة جزر سيكلاديك التي تضم جزيرة ميكونوس

3- عودة كريستيانو رونالدو:

لم تكن عودة البرتغالي بالشيء الإيجابي على ماجواير قائد الفريق الذي ظل متمسكاً بالشارة، وهو الأمر الذي جعل العلاقة متوترة بين الثنائي لدرجة أن العديد من التقارير الإنجليزية أكدت أن رونالدو أعلنها بوضوح إلى مدرب الفريق في تلك الفترة رالف رانجنيك أنه يفضل عدم تواجد ماجواير في الفريق.

كريستيانو رونالدو

4- أسلوب إريك تين هاج:

يفضل ماجواير اللعب في مركز قلب الدفاع الأيسر، ولكن المدرب الهولندي يحب الاعتماد في هذا المركز على مدافع يُجيد اللعب بقدمه اليسرى، لذلك فالأفضلية كانت للوافد الجديد ليساندرو مارتينيز، لينتقل ماجواير في بداية الموسم إلى الجانب الأيمن الذي لم يستطِع التكيف فيه خاصةً مع متطلبات أسلوب تين هاج بالنسبة للمدافعين مثل السرعة المطلوبة لتفادي مخاطر الدفاع المتقدم والضغط العالي الذي يتبناه المدرب الهولندي.

وبالتالي كان الأداء السيئ في مباراتي برايتون (2-1) وبرينتفورد (4-0) في شهر أغسطس سبباً رئيسياً ليفقد ماجواير مركزه لصالح المخضرم رافائيل فاران الذي بمجرد مشاركته بجانب مارتينيز تحسنت النتائج مباشرةً، ليعتمد تين هاج على الثنائي بصورة أساسية.

فاران مارتينيز

وعندما ضربت الإصابات خط دفاع مانشستر يونايتد ليغيب الثنائي فاران ومارتينيز، نال ماجواير فرصة كانت بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير، وأقصد بالتحديد مباراتي إشبيلية في ربع نهائي الدوري الأوروبي عندما دخل في مباراة الذهاب مع بداية الشوط الثاني بدلاً من رافا فاران المصاب، وكانت النتيجة حينها تشير إلى تفوق اليونايتد بثنائية نظيفة.

شوط ثاني كان كارثياً انتهى بالتعادل 2-2، وكان الهدف الثاني في الدقيقة 92 من توقيع هاري ماجواير.. بالخطأ في شباك فريقه.

مانشستر يونايتد إشبيلية

وكان ملعب رامون سانشيز بيزخوان شاهداً على استكمال السيناريو القاسي لماجواير واليونايتد في مباراة الإياب التي انتهت لصالح الفريق الأندلسي بثلاثية نظيفة لم يشارك من بعدها ماجواير أساسياً إلا في آخر مباراة بالدوري عندما حُسِمَت الأمور، حيث كان يعتمد تين هاج في المرتبة الثالثة والرابعة على فيكتور ليندلوف ولوك شو، ليتراجع هاري ماجواير إلى المرتبة الخامسة بين ترتيب مدافعي مانشستر يونايتد.

هاري ماجواير

في النهاية يظل هاري ماجواير هو أغلى مدافع في تاريخ اللعبة وقائد نادي مانشستر يونايتد أحد أكثر الأندية شهرة في العالم، وكما هو الحال دائماً مع الشخصيات البارزة، غالباً ما تكون التقييمات والتوقعات أكثر تطرفاً ومبالغة، سواء بالمدح أو الذم.

والحقيقة أن هاري ماجواير مثله مثل أي شخص في عالمنا تختلف عليه آراء الناس ولا أحد يمكنه أن يجزم أي منها هو الأصح..

بالنسبة لمدرب إنجلترا جاريث ساوثجيت فهو لاعب أساسي.
بالنسبة لمشجع إنجلترا السلبي، فهو المدافع الشهير ذو الرأس الكبير الذي أصبح مادة للسخرية على الإنترنت.

بالنسبة إلى إريك تين هاج فهو قائد فريقه، لكنه أيضاً الاختيار الأخير في قائمة المدافعين.

بالنسبة لبعض جماهير مانشستر يونايتد، فهو لاعب جيد يلعب بشكل مُرضٍ في بعض الأحيان، ويبذل قصارى جهده.
بالنسبة لمشجعي مانشستر يونايتد الآخرين، فقد تم تحويله إلى مزحة مرهقة، ويريدون رحيله عن الفريق.

بالنسبة إلى بيب جوارديولا، كان اللاعب الذي استهدفه ليحل محل فينسينت كومباني في مانشستر سيتي قبل أن يتفوق يونايتد في ضمه.

بالنسبة للشرطة اليونانية، فهو سائح إنجليزي مذنب بمحاولة رشوة وإيذاء جسدي متكرر وعنف ضد الموظفين العموميين.
بالنسبة لمحاميه، يتمسك ببراءته ويواصل استئناف الحكم.

هاري ماجواير

 

فكرة: إسراء ممدوح
كتابة: خالد بيبو

اقرأ أيضاً: أهداف ذهبية وخطأ هيجيتا ويد سواريز القاتلة.. الإثارة دائماً حاضرة في أبرز المشاركات الأفريقية في كأس العالم

تعليقات الفيس بوك

الكاتب

Bebo
Bebo
Sports Journalist, Editor & Writer

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة

اخر الأخبار