حقق النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي لاعب نادي إنتر ميامي الأمريكي إنجازا جديدا وفريدا من نوعه كعادته، بعدما فاز مؤخرا بجائزة الكرة الذهبية النسخة السابعة والستين كأفضل لاعب في العالم لعام ٢٠٢٢/٢٠٢٣ خلال الحفل المقام تحت مظلة مجلة فرانس فوتبول.
وأصبح ميسي أكثر لاعب يفوز بالكرة الذهبية على مر التاريخ بالإضافة إلى كونه أول لاعب يفوز بها في ثلاثة عقود مختلفة، وأول من يحصد تلك الجائزة خلال تواجده في الدوري الأمريكي.
ولكن ما هي المعايير التي من المفترض أن يكون قد اجتازها صاحب ال٣٦ عاما من أجل تحقيق الجائزة على حساب الثنائي إيرلينج هالاند مهاجم مانشستر سيتي الإنجليزي وكيليان مبابي لاعب باريس سان جيرمان الفرنسي؟
يفوز اللاعب الحاصل على أكبر عدد من الأصوات من قبل 100 صحفي يمثلون أعلى 100 دولة في تصنيف الاتحاد الدولي، ويتم التصويت للاعب وفق معايير محددة، وهي الإسهام بشكل فعال مع الفريق لحصد البطولات، واللعب بنزاهة وانضباط بالإضافة إلى الأداء المميز والإسهامات الحاسمة على أرض الملعب.
وكان لميسي دور مميز في قيادة المنتخب الأرجنتيني للتتويج بكأس العالم في قطر ٢٠٢٢ وتحقيق لقب أفضل لاعب في البطولة، مما منحه الأفضلية للظفر بالجائزة، بالإضافة إلى تتويجه بالدوري الفرنسي وكأس السوبر مع ناديه السابق باريس سان جيرمان.
وعلى الرغم من تسجيل النجم النرويجي إرلينج هالاند 52 هدفا في 53 مباراة في جميع المسابقات الموسم الماضي ، وتتويجه بدوري أبطال أوروبا والدوري الإنجليزي الممتاز وكأس الاتحاد الإنجليزي وكأس السوبر الأوروبي مع ناديه مانشستر سيتي، بالإضافة إلى فوزه بجائزة أفضل لاعب في أوروبا، تلك الإنجازات لم تشفع له لخطف الجائزة من ميسي وبالأخص بعد غياب النرويج عن المونديال السابق.
ولكن إذا كان المعيار الأول لاختيار أفضل لاعب هو التتويج بكأس العالم، فلمَ لم ينالها أندريس إنيستا نجم برشلونة عام ٢٠١٠ بعدما حقق لقب كأس العالم مع المنتخب الإسباني لأول مره في تاريخه؟ وتوج حينئذ ميسي بالكرة الذهبية على الرغم من خروج الأرجنتين من المونديال بعد الخسارة أمام المنتخب الألماني في ربع نهائي البطولة.
لماذا معايير الجائزة تتشكل وتتغير في كل نسخه عن الأخرى؟ وهل لقب ميسي “مدلل الفيفا” المتناول حديثا هو واقع فعلي، أم أصبحت أشياء أخرى تتحكم في الجائزة وليست كرة القدم فقط؟
الشركات الدعائية هي المحرك الأول والرئيسي في كرة القدم وقتنا الحالي، حيث تتعاقد مع اللاعبين الأبرز على الساحة حتى يكونوا الوجهة الإعلانية لها، وبالتالي من صالحها أن ينال هؤلاء اللاعبون الجوائز الكبرى من أجل زيادة مبيعاتها، كما أن امتلاك تلك الشركات لرؤوس أموال ضخمة، جعلها تمتلك بين يديها تأثير كبير لا يمكن إنكاره سواء في توجيه الجائزة أو في توجيه أراء من يصوتون للجائزة.