ذات يوم في عام 2020 وأثناء انتشار جائحة كورونا، شعرت ليندا كايسيدو بألم غريب في البطن، الفحوصات الطبية أثبتت سلامتها من الفيروس، لكنها اكتشفت السيناريو الأسوأ.
الطفلة ليندا التي كانت أكملت للتو عامها الخامس عشر كشفت الفحوصات الطبية عن إصابتها بسرطان المبيض، ولكم أن تتخيلوا تأثير هذا الخبر على فتاة بعمرها.
ابنة بلدة “فالي ديل كاوكا” المطلة على ساحل المحيط الهادئ غرب كولومبيا لم تكن طفولتها سهلة على الإطلاق، ولم يكن طريقها نحو ممارسة كرة القدم مفروشاً بالورود.
فبعد أن تخطت العراقيل والصعاب التي تتمثل في كونها امرأة تريد ممارسة اللعبة، تواجه الآن تحدياً آخر يتمثل في مواجهة مرض السرطان، عدو خفي داخل جسدها يستوجب تدخلاً جراحياً ربما يهدد مسيرتها الكروية.
تقول ليندا إنها أثناء توجهها إلى غرفة العمليات كان التفكير المسيطر عليها أنها سوف تخرج من هنا غير قادرة على ممارسة الرياضة مجدداً، لكنها لم تكن تعلم مدى قوتها حقاً.
نجحت العملية الجراحية، وانتقلت في غضون عامين فقط من غرفة العمليات إلى سماء التألق مع منتخب الشباب، حيث مثلت منتخب كولومبيا في بطولة كوبا أمريكا تحت ١٧ عاماً وفازت بجائزة أفضل لاعبة في البطولة.
كما شاركت في كأس العالم تحت 17 عاماً في الهند، وتحت 20 عاماً في كوستاريكا، ثم وقعت عقداً احترافياً مع ريال مدريد بعد يومين فقط من بلوغها سن الرشد.
وها هي الآن تبهر العالم في ملاعب أستراليا ونيوزيلندا أثناء مشاركتها الأولى ببطولة كأس العالم للسيدات مع المنتخب الأول وهي ما زالت في عامها الثامن عشر فقط، لكن يمكن اعتبارها النجمة الأولى في الفريق حيث يضع عليها الجمهور الكولومبي آمالاً كبيرة.
واليوم في اللقاء الأخير بالجولة الأولى من دور المجموعات، بمجهود فردي ومهارة رائعة سجلت الهدف الثاني لمنتخب بلادها في شباك كوريا الجنوبية.
لتكون بذلك سجلت في كأس العالم تحت 17 عاماً، و20 عاماً، ومع المنتخب الأول، وتبرهن على أنها ستكون واحدة من أفضل اللاعبات في العالم.
صحيح أن ليندا كايسيدو تبلغ من العمر 18 عاماً فقط، لكنها حققت ما لم يحققه بعض اللاعبات خلال مسيرتهن الكروية بأكملها.
وتغلبت أيضاً على تجربة لا يستطيع الكل تحملها، تجربة كادت أن تنهي حياتها المهنية قبل أن تبدأ، لكنها كانت قوية بما يكفي لكي تهزم المرض ومن ثم تكتب التاريخ في كأس العالم.
ويقدم لكم موقع كايروستيديوم متابعة شاملة لكل أحداث ومباريات بطولة كأس العالم للسيدات عبر (تويتر – فيسبوك).