مرحبا، استعرضنا في الجزء الأول بعض الأرقام والأحصائيات التي حققها قطبا كلاسيكو الأرض ريال مدريد وبرشلونة في تاريخ مشاركتهما في الليجا، سنعرض في هذا الجزء الثاني والأخير تكتيكات كل فريق على حدى، خاصة أن كل فريق كما ذكرنا مسبقاً حقق نفس عدد النقاط، هوية الفائز من كلاسيكو الأرض هنا بين ريال مدريد وبرشلونة، فما حاجة منعرفش، سنرى.
كلاسيكو الأرض.. ريال مدريد وبرشلونة | فما حاجة منعرفش (1)
التجهيز والاستعداد:
على الورق وبسبب الجدول المزدحم لمباريات الموسم الحالي حيث كأس العالم، ريال مدريد جاهز لتلك المباراة لأنه حسم التأهل إلى دور ال16 من منافسات دوري أبطال أوروبا مبكراً، بينما غريمه التاريخي برشلونة يعاني الأمرين في دوري أبطال أوروبا لإن حساباته كلياً تعقدت حول التأهل إلى ثمن نهائي الأبطال لهذا الموسم حيث مجموعة الموت التي بها بايرن ميونخ وإنترميلانو.
يريد الكتلان الخروج مؤقتاً من تلك الأزمة الأوروبية عقب تحقيق انتصار هام في الدوري المحلي، بينما يطمح الريال إلى الفوز من إجل الانفراد بصدارة جدول الترتيب ومحاولة زيادة متاعب برشلونة في الموسم، بعد أن كان سقف الطموح في كتالونيا مرتفعاً للغاية.
الاهداف والاهداف المتوقعة:
ريال مدريد سجل 80 هدف في الموسم الماضي بالليجا، بينما برشلونة أحرز 68 هدف في الموسم ذاته بالمسابقة، هذا هو أقل معدل اهداف سجلها البلوجرانا في المسابقة منذ موسم 2003/04، حيث أن رفاق تشافي يحاولون التكيف على حياة بدون ليونيل ميسي.
بينما خلال منافسات الموسم الحالي، سجل برشلونة 20 هدف وريال مدريد 19 هدف في الدوري الإسباني، معدل تسجيل برشلونة للاهداف وصل إلى 2.5 هدف في المباراة الواحدة حيث يعود الفضل إلى روبرت ليفاندوفسكي، بينما انخفض معدل تسجيل الريال للاهداف في الليجا إلى 2.37 هدف.
كان معدل الاهداف المتوقعة لبرشلونة نحو 20.95 هدف متوقع، أحرز مهاجمه البولندي ليفاندوفسكي 9 اهداف بمعدل أعلى من الاهداف المتوقعة (7.56 هدف متوقع)، بينما خلق عثمان ديمبيلي 3.02 فرصة سانحة للتسجيل خلال المباراة الواحدة بالليجا كأفضل معدل خلق فرص سانحة للتسجيل، الوضع تحسن قليلاً عما كان عليه هجوم برشلونة في الموسم الماضي، لكنه يحتاج إلى المزيد من التطور حيث مجهودات البدلاء فيران توريس وإنسو فاتي.
برشلونة يضع ليفاندوفسكي القائد الرئيسي للهجوم في الفريق، حيث سجل 14 هدف في 12 مباراة بالدوري ودوري أبطال أوروبا، في حالة قيام فريق ما بعزل ليفاندوفسكي، فأنه لن يتمكن من التسجيل. الاعتماد على ليفاندوفسكي يضر الفريق في أهم الأوقات أكثر من منفعته.
المشكلة تكمن أيضا في رافينها، قام بتنفيذ 27 محاولة تسديد في الليجا محرزاً هدف واحد فقط، لم يتأقلم كلياً على الإجواء في الفريق، خاصة أنه لا يحسن التصرف في بعض المواقف على إرض الملعب خلال المباريات الهامة.
يعاني ريال مدريد قليلاً في خط الهجوم بسبب الاعتماد الأساسي على المهاجم الفرنسي كريم بنزيمة، الذي يتبقى له موسم أو اثنين ويعلق حذائه، الإصابة التي تعرض لها بنزيمة في بداية الموسم مما جعلته يغيب عن 3 مباريات في الدوري الأسباني من أصل 8 مباريات، ليتراجع معدل إنهاء الهجمة بهدف من 0.17- خلال الموسم الماضي إلى 2.14- خلال الموسم الحالي. بنزيمة يواجه خطر عدم تحقيق أرقام وإحصائيات الموسم الماضي بالرغم من إحرازه 3 اهداف في الليجا هذا الموسم، التي وصلت إلى 44 هدف في كافة المسابقات، جعلته مرشح بارز لنيل الكرة الذهبية خلال الأيام القليلة القادمة.
اعتمد أنشيلوتي على ثنائي هجوم مكون من رودريجو جوس وفينيسوس جونيور، كلاهما سجل 8 اهداف وصنع 4 اهداف في الليجا، سيكون التركيز كلياً على جونيور، حيث بلغ معدل مساهماته التهديفية ما بين التسجيل والصناعة بواقع 0.87 مساهمة للمباراة الواحدة.
الدفاع:
استقبلت شباك برشلونة هدف واحد فقط خلال الموسم الحالي في الليجا عن طريق مهاجم نيوكاسل يونايتد الحالي وريال سوسيداد السابق ألكسندر إسحاق، واجه برشلونة 65 تسديدة في الدوري الأسباني خلال 8 مباريات بواقع 8.1 تسديدة لكل مباراة، ليخرج بشباك نظيفة في 7 مباريات من أصل 8.
اعتمد تشافي هيرنانديز في الليجا على رباعي الدفاع مكون من رونالد آراخو وجول كوندي وإريك جارسيا وأليكس بالدي في ثلاثة مناسبات فقط، بينما كان أندرياس كريستنسن بدلا من جارسيا في معظم الوقت، لكن عندما تعرض كل من آراخو وكوندي وكريستنسن للإصابة، ظهرت بعض الشروخ في دفاع الفريق الكتالوني بسبب الاعتماد على جيرارد بيكيه وسيرجيو روبيرتو.
وجود بوسكيتس في إرض الملعب أصبح لا يحبه كل من ينتمي إلى برشلونة، اللاعب ثغرة واضحة في وسط الملعب، بايرن ميونخ سجل الهدف الثاني عندما كان متقدماً في وسط الملعب، ليجري جمال موسيالا بإريحية كبيرة ممراً الكرة إلى زميله ساني، الذي سجل في مرمى شتيجن وقتها.
الأمر تكرر أمام إنترميلانو في سبوتيفاي كامب نو عندما سجل الطليان الهدف الثاني، قبل أن يخرجه تشافي لصالح زميله الهولندي فرينكي دي يونج.
عانى برشلونة الأمرين في دوري أبطال أوروبا، حيث أنه لم يخرج بشباك نظيفة في أي مباراة، استقبل 7 اهداف في البطولة القارية أمام جميع فرق المجموعة، يحتل المركز الثالث برصيد 4 نقاط بعد تعادل مثير مع إنترميلانو في سبوتيفاي كامب نو بثلاثة اهداف لكل فريق، مما تعقد موقف برشلونة حول التأهل إلى دور ثمن النهائي من دوري أبطال أوروبا.
الجميع كان يسخر من رد فعل بيكيه على هدف إنترميلانو في شباك الحارس الألماني شتيجن، كأن بيكيه يقوم بتأمين مهاجم الخصم من أجل إعطاء له مساحة كبيرة دون الوقوع في مصيدة التسلل، بينما جارسيا كان يشاهد لوكاس هيرنانديز وهو يسجل هدف البايرن الأول في شباك الفريق الكتالوني دون أي رد فعل.
نجح تيرشتيجن في التصدي ل3.7 محاولة تسديد لكل مباراة بالدوري الأسباني، لكن تشافي انتقده بشدة حيث أنه كان معرضاً لارتكاب الأخطاء أمام الخصوم في الليجا بجانب تراخي الدفاع، هل سوف يزداد الطين بلة أمام مهاجم يجيد استغلال أخطاء حراس المرمى.
بالنسبة لريال مدريد، فأنه واجه 82 تسديدة من الخصوم خلال 8 مباريات في الليجا، استقبل 7 اهداف فقط وخرج بشباك نظيفة مرة واحدة فقط محلياً، الريال واجه خصوم أقوى مثل أتلتيكو مدريد وريال بيتيس، لكن أنشيلوتي فضل الاعتماد على الدفاع المكون من كارفخال وروديجر وميليتاو وفيرلاند ميندي وديفيد الأبا، المداورة كانت بين روديجر وميليتاو في المباريات.
المباراة هنا ستلعب على العامل النفسي، الفائز سيحصل على دفعة معنوية كبيرة لتسوية الأمور قبل كأس العالم، بينما الخاسر سينظر إلى الموسم على اعتبار أن النصف الأول ضربة قوية، فعليه الاستفاقة سريعاً بعد انتهاء المونديال.
المصادر:
Real Madrid vs. Barcelona: Who’s in Better Shape Right Now?
Two Sides of Barcelona: Top of the League But Problems Persist
