البطولات الرياضية -خاصة الدولية منها- دائمًا ما تغمرنا بعاطفة مبتذلة و تصور لنا الرياضة على أنها القوة الوحيدة التي لديها القدرة على التغلب على الإختلافات التي لا يمكن التوفيق بينها و هى منارة الإلهام لتخطي كل العقبات -بغض النظر عن حجمها- فقط بالإرادة البشرية، لكن هل هذا صحيح؟
هل الرياضة كذلك أم هى الآخرى تمتلك جانبها المظلم؟ ألا يمتلك الرياضيون فى مسيرتهم عقبات لا يقدرون على تخطيها؟ من هنا نأخذكم إلى أقدم و أعرق البطولات الرياضية “الألعاب الأولمبية” و إحدى جوانِبهُ المظلمة التي يخشى الكثيرون الحديث عنها.
نسمع جميعًا مصطلح “الفخر الأولمبي، البطل الأولمبي، تمثيل بلادك وتشريفها، أكبر الألعاب التي تُلعب كل 4 سنوات” والعديد والعديد من المصطلحات التي تتحدث عن الفخر والعزة والنجاح والتفوق والوصول للتكريم والاحتفالات المختلفة من الأُمم، ولكن لحظة; يوجد مصطلح أخر، مُعدل الأدريناليين بِه ربما يكون كثير أيضًا ألا وهو “القهر الأولمبي”.
سنتحدث هُنا عن القهر الأولمبي، بالأُمم الطاغية أو ما يُسمى “بالعالم الحُر” لا نفرق بين أمريكي وسوفيتي أو صيني ألخ، فالمقهور واحد، الرياضي فقط لا غير، من سيمون بايلز الأمريكية، إلى فريق الجمباز النسائي في الاتحاد السوفيتي في أواخر الستينات من بينهم صناعة الصين للبطل الأولمبي بأى ثمن.
طوكيو 2020 – سيمون بايلز..الضغط الذي يُولد الانسحاب
أعلنت سيمون بايلز، بطلة الجمباز الأمريكية وأحد أكبر البطلات برياضة الجمباز بالتاريخ الأولمبي والأمريكي، الإنسحاب من منافسات الألعاب الأولمبية وقالت سيمون:”عليّ التركيز على صحتي النفسية”، و غادرت سيمون بعدما قامت بالمشاركة مع الفريق الجماعي ببداية المنافسات، وشاركت في حصد الميدالية الفضية لأمريكا عقب حصول الاتحاد الروسي على الذهبية.
ولكنها عات وشاركت بمنافسات الوازن يوم 3 أغسطس وحققت الميدالية البرونزية في شئ أشبه بالـ “الرقصة الأخيرة” بالألعاب الأولمبية طوكيو 2020.
14 flat, folks. 🙌
RT if you stayed up for @Simone_Biles, and it was totally worth it. #TokyoOlympics pic.twitter.com/BcwK6D63b9
— Team USA (@TeamUSA) August 3, 2021
وسجلت في أول مشاركة لها بطوكيو 13.766 نقطة قبل اعلان انسحابها الأول وهى النتيجة الأقل في تاريخها الأولمبي والذي لاقت من خلاله تهكم وسخرية عبر صفحات السوشيال ميديا.
كانت تنتظر بايلز الحصول على الميدالية الثامنة لها أولمبيًا، ولكن رضخت للضغوط التي تقع على عائقها قائلة قبل عودتها مرة أخرى:”أشعر بإن حمل العالم ملقى على كتفي، أحاول أن أطرد الشياطين وأن أركز على صحتي الذهنية وألا أُعرض صحتى وحياتي للخطر، نحن لسنا رياضيين فقط، نحن بشر، ويجب علينا أحيانًا التوقف والرجوع خطوة للوراء”.
وأردفت بايلز قائلة:”لم أرغب في التعرض للأذى، هذا الحدث الأولمبي كبير جدًا، ولكن لا أريد أن أخرج من هنا على نقالة”.
ولكن لماذا كُل هذا؟ الأمر يعود لفريق الجمباز الأمريكي، والاعتداءات الجنسية التي وُقعت على سيمون بايلز وعدد كبير من اللاعبات من طبيب الفريق و الطبيب بجامعة ميتشيجان لاري نصار، ظل هذا الدكتور ففريق الجمباز ما بين 1980 إلى 2015 وطردته الهيئة القومية للرياضة عام 2015.
تقول اللاعبة كايلي ستيفيز للاري نصار خلال محاكمتة بعام 2018:”اقنعت والدي بأني كاذبة، واستعملت جسدي لمدة ست سنوات لاشباع رغباتك الجنسية، كنت أشعر وأنني في عالم آخر مختلف وبدأت اسأل هل ما أمر به حقيقة ؟ وهل فعلا تعرضت للاعتداء الجنسي؟ ولكي أحافظ على قواي العقلية أجبرت نفسي على استذكار كل ما مررت به كي لا أنسى ما عانيت بِه منك”.
ويواجه نصار تهمًا عديدة، منها الاعتداء على 140 رياضية برياضة الجمباز، ومن مختلف أعمار الفريق، البعض منهم انتحر بالفعل، عثر المحققين على 37 ألف صورة إباحية للأطفال مخزنة في جهاز كمبيوتر عام 2016 خاص بلاري نصار.
Olympic gold medalist @Simone_Biles joins the 140 women who have accused team doctor Larry Nassar of abuse in his roles at USA Gymnastics and Michigan State: https://t.co/iwsJhoxq0p pic.twitter.com/TKlG4Not9i
— USA TODAY (@USATODAY) January 16, 2018
يقضي لاري بالسجن لمدة 60 عاما عقب إدانته بجريمة إمتلاك صور إباحية للأطفال، كما سيقضى أيضًا أكثر من 25 عامة بتهم الاعتداء الجنسي.
قالت بايلز أثناء محاحكمة لاري نصار عام 2018:”أشعر بالقهر كلما أتذكر ما ممرت بِه على يد نصار، ويتحطم قلبي عندما أعود مجددًا لنفس المكان الذي تعرضت فيه بالإعتداء أنا وعدد كبير من الرياضيات بهدف الاستعداد للألعاب الأولمبية بطوكيو 2020″.
صحيفة واشطن بوست نشرت في الـ29 من يوليو مقالًا يتحدث عن سيمون بايلز ذكرت فيه الصحيفة الأمريكية أن البطلة الامريكية علمت قبل 3 أسابيع من الآن – آي إسبوع على الأقل قبل بداية الأولمبياد – كيف قام المسؤولون الفاسدون بالتكتم على أفعال لاري المشينة وكيف تبادل رئيس جهاز الجمباز الأمريكي ستيف بيني المصالح مع عنصر بمكتب التحقيقات الفيدرالي جاي أبوت لكي يتكتم على بعض المعلومات الخاص بالقضية.
تقول الكاتبة سالي جنكينز بالواشنطن بوست عن بايلز:”إنه من الظلم وربما الخداع أن تحاول النظر إلى رأسها وتحديد الشكل الدقيق لتلك الشياطين وهي تحاول أن تقرر ما إذا كانت ستنافس مرة أخرى في طوكيو، لكن كان من الظلم دائمًا أن نتوقع منها أن تقفز بخفة متجاوزة قضية نصار والعودة إلى منصة التتويج”.
وتردف الكاتبة قائلة:”واحدة من الأشياء التي تحتاجها النساء اللواتي تعرضن للهجوم من قبل نصار هي المساءلة الحقيقية لهُ”.
وأكملت:”كان هناك القليل جدًا من المحاسبة، يصف تقرير مكتب التحقيقات الفدرالي أكاذيب صريحة للمحقق الداخلي جاي أبوت، لكن وزارة العدل رفضت توجيه الاتهام إليه، وهو يستمتع بالتقاعد مع الإفلات من العقاب، لماذا ؟ يبدو أن سكوت بلاكمون – رئيس اللجنة الأولمبية والبارالمبية – قد كذب على الكونجرس”.
وأنهت:”تجاهل هو وبيني قوانين الإبلاغ الإلزامية عن إساءة معاملة الأطفال، مع الإفلات من العقاب أيضًا حتى المغتصب نصار، أفلت من المساءلة الكاملة، وتجنب العقوبات المالية من حكمه، لماذا ا؟ لأنهم فتيات”.
تعرضت سيمون بايلز للتهكم والسخرية على مواقع التواصل الإجتماعي والتهكم من جملة “الحفاظ على الصحة الذهنية” التي يرددها عدد من الرياضيين مؤخرًا.
“استخدام الأغتصاب كمحفز”- تبدو كحكاية مثيرة أليس كذلك؟ حكاية تحمل فى طياتها إحدى الكذبات الكبيرة لصناعة أبطال أولمبيين، دعونا نرى ماذا حدث في الأمم الطاغية الآن.
طوكيو 2020 – الاتحاد السوفيتى.. استخدام الأغتصاب من أجل الذهب الأولمبى
توفيت لاعبة الجمباز التشيكية الشهيرة “فيرا كاسلافسكا” فى 30 أغسطس 2016 عن عمر ناهز 74 عاماً؛ لتُصدر بعدها صحيفة الجارديان قسما فى مقال لديها كان صادما للجميع.
حيث هُزم فريق الجمباز التشيكى أمام فريق الجمباز النسائى للاتحاد السوفيتى فى أولمبياد مكسيكو 1968، وقيل حينها أن الاتحاد السوفيتى استخدم تقنية جديدة للمنشطات مروعة للغاية.
لمواجهة كاسلافسكا وزميلاتها استخدم الاتحاد السوفيتى إجراءات صارمة. “فى أى بلد آخر سيطلق على هذا إغتصاباً” كان هذا التعبير هو ما قاله أحد المدربين السوفيت بعد ربع قرن من هذا الفوز، و لكنه لم يخرج بِه من تلقاء نفسه ولكن بعدما خرج أحد لاعبى المنتخب فى لقاء مع التلفزيون الألمانى وفضح كل شئ.
فى دراسة أجراها الأطباء، اكتشفوا أن النساء الحوامل بإمكانهم اكتساب ميزات إضافية مثل قوة العضلات والليونة و قدرة الرئة، بسبب زيادة إنتاج كرات الدم الحمراء.
فأَجبر السوفيت جميع لاعبات الفريق -اثنان منهن كانتا تحت 15 عاما فى ذلك الوقت- على الحمل قبل الألعاب الأولمبية، وإذا لم يكن لديهم زوج أو صديق يجبرون على ممارسة الجنس مع مدرب ذكر وأى شخص يرفض ذلك يتم طرده من الفريق.
وبعد عشرة أسابيع من الحمل أُجهضت كل لاعبة جمباز، فازوا بالميدالية الذهبية للفريق بجزء من النقطة عن تشيكوسلوفاكيا التى حلت فى المرتبة الثانية.
ظهرت القصة للمرة الأولى فى سلسلة وثائقية أصدرتها هيئة الإذاعة البريطانية عام 1991 تحت عنوان “أكثر من مجرد لعبة”.
لتعود للظهور مرة أخرى عام 1994 ولكن هذه المرة عن طريق التليفزيون الألمانى، والذى أصدر فيلما وثائقيًا تحدثت فيه أولغا كوفالينكو إحدى أعضاء فريق الجمباز السوفيتى عام 1968 والتى كشفت كل التفاصيل الدنيئة للمنشطات عن طريق الحمل.
البعض أدعى كذب ذلك، وأن لا وجود لشئ يثبت حدوث عمليات الأغتصاب تلك، وأن من تواجدت بالفيلم لم تكن أولغا الحقيقية، وأن اللاعبة الحقيقية قد رفعت دعوى على إحدى الصحف الروسية لإثبات أنها لم تكن ضحية لتعاطى المنشطات.
كوفالينكوفا أيضا أجرت مقابلة صحفية عام 2001 مع صحفى روسى أبدت فيها دهشتها مما جاء فى الوثائقى الألمانى حيث قالت:”جلبوا شبيهتى والتى أخذت اسم زوجى الثانى وفى هذا الوقت كنت قد تطلقت وعدت إلى اسمى الطبيعى، ولكنها أدعت أننا أُجبرنا على الحمل ثم الإجهاض فى الأسبوع التاسع أو العاشر ويعلم الأطباء أن هذه الأسابيع تتزايد فيها هرمونات الذكورة فى جسم المرأة مما يزيد من قوتها الجسمانية و يعد نوعا من المنشطات، هكذا أدعت كوفالينكوفا الخيالية”.
وأضافت أيضا كوفالينكوفا أنه فى وقت إجراء المقابلة كانت على متن رحلة بحرية وتستطيع إثبات ذلك من خلال جواز سفرها وكذلك من خلال مراسل صحيفة “إيه بى سى” الإسبانية فى موسكو “خوان خيمنيز” و الذى تتبع هاتفها حينها فوجدها على متن هذه الرحلة و انتابته الصدمة.
فى النهاية، كانت الشكوك حول تعاطى المنشطات فى الاتحاد السوفيتى السابق عالية فى وقت ظهور القصة، كما هو الحال اليوم مع روسيا، وبناء على ذلك فتصديق هذه القصة لا يمكن مقاومته -حتى لو كانت خيالية- وهناك نسبة فيها من الصواب.
وفى هذا الوقت لم يكن لدى الصحف الكثير لتقوله فقد خرجت شائعة من شخصيات رفيعة المستوى مفادها أن هناك لاعبة تتغذى بالعقاقير لتأخير سن البلوغ، ليس هذا فقط بل شاهد خبير بهذا الشأن صورًا للاعبة جمباز انحسر نموها البدنى بدلًا من أن تتقدم فى العمر.
بعد ثبوت تعاطى روسيا للمنشطات ولعبها تحت راية اللجنة الأولمبية، لا تستطيع نفى صحة هذه الإدعاءات، حتى ولو خرج بعض المسؤولون واللاعبون لنفيها، لا أحد سيتهم نفسه بهذا الفعل الشنيع بالتأكيد.
ومن هنا نأخذكم إلى الصين الكبيرة حيث البحث عن الميداليات الأولمبي والذهب بإي ثمن كان، حتى لو كان على النسيج الاجتماعي وتواصل الرياضيين مع عائلاتهم والكثير.
طوكيو 2020 – الصين.. التفوق الأولمبي بأي ثمن
تدخل هيو زيهوي وترفع ضعف وزن جسدها في الهواء، تُحقق الميدالية الذهبية للصين، وتُحطم 3 أرقام قياسية أولمبية حينها تذكرت البُعد عن عائلتها منذ الصغر، بالتأكيد كانت سعيدة ولكنها كانت تقول في قرارة نفسها “هل حقًا تلك الميدالية تستحق كل هذا العناء، البُعد عن الأهل طوال العام لأجل – الحلم الصيني وتشريف جمهورية الصين الشعبية – بالألعاب الأولمبية؟” بالتأكيد لم تتحدث بصوت عالي أثناء ذلك.
تم إخراج عدد 413 رياضي صيني لغرض واحد – إخراج الميداليات الذهبية لمجد الأمة – هكذا تقول صحيفة نيويورك تايمز عن أكبر بعثة للصين من بعد أولمبياد بيكين 2008، لا مكان للميدالية الفضية و البرونزية، إذا لاحظنا مجموع الميداليات الذهبية حتى الآن – 6 أغسطس – سنجد أن الصين مُحققة 34 ذهبية، مقابل 30 لأمريكا والصين بالمركز الأول.
قال قو تشونغ ون، رئيس اللجنة الأولمبية الصينية، قبيل ليلة من إنطلاق أولمبياد طوكيو 2020:”يجب أن نضمن حصولنا على المركز الأول في الميداليات الذهبية بالألعاب الأولمبية”.
اعتمدت بيكين على النموذج السوفيتي في جلب الذهب..استكشاف عشرات الآلاف من الأطفال لتلقي تدريب بدوام كامل في أكثر من 2000 مدرسة رياضية تديرها، ولكن بالكاد يلتقون بعلائتهم خلال السنة.
الحكومة كما إنها أيضًا ركزت على الرياضات التي لا تتلقي دعم كبير من الغرب، أو تلك الرياضات التي تقدم ميداليات ذهبية متعددة.
تتفوق الصين في عدد من الألعاب، رفع الأثقال، الريشة الطائرة، الغوص، الرماية، الجمباز والرماية، كل تلك الألعاب كانت أغلب ميداليات الصين الذهبية أو ما يُقارب الـ75% منذ أولمبياد 1984، رقم أخر يثير الغرابة وهو كون البعثة الأولمبية لطوكيو 2020 من الصين بها 70% من العنصر النسائي.
الصين اهتمت بعدة رياضات، منها رفع الأثقال كما أوضحنا، وخصيصًا للسيدات والمنافسات التي بدأت عام 2000 بسيدني للسيدات، حيث تُقدم رياضة رفع الأثقال 4 ميداليات ذهبية، رفع الأثقال رياضة ليس لها جاذبية بالصين، ولكن هذا لا يهم الأهم المجد الأولمبي للصين.
وهذا ما وجده/ته اللاعبون/اللاعبات، بمركز تدريب المنتخب الوطني لرفع الأثقال ببيكين، وهو علم كبير للصين وجُمل تؤكد بإن الغرض هو الامة وليس الذات، كُل هذا لأطفال لا يتخطون سن المراهقة، وحتى لا يعرفون ما هى لُعبة رفع الأثقال.
كتب زعيم الثورة الشعبية الشيوعية في الصين ماو تسي تونج أول مقال لهُ كرئيس عن رغبته في تحول الصين من “رجل آسيا المريض” إلى تنمية عضلاتها المختلفة، الهوس والرغبة بالفوز بالميداليات الذهبية عند بيكين مرتبط نوعًا بقيام جمهورية الصين الشعبية عام 1949.
التي كان يُنظر إليها على أنها قوة ثورية من شأنها عكس قرون من الانحلال والهزيمة من قبل القوى الأجنبية و بالتأكيد ذلك ينضم ميادين الرياضة.
أثرت مقاطعة الصين للألعاب الأولمبية على سجلها الأولمبي وإنطلاقتها التي ترغب بها حتى عام 1984 بسبب مشاركة تايوان بإسم جمهورية الصين حتى حُول هذا الإسم إلى تايبية الصينية ومن حينها بدأت الصين بالإنطلاقة نحو الذهب.
ماذا تفعل الصين؟ تأخذ الأطفال من عائلاتهم وهُم بسن صغير، لتهيئتهم ليصبحوا أبطال أولمبيين 6 أيام من العمل الرياضي الجاد، وبالكاد يستطيع الأطفال والعائلات رؤية بعضهم البعض عدة أيام بالعام وذلك وفقًا لـ هانا بيتش مديرة مكتب جنوب شرق آسيا لصحيفة نيويورك تايمز.
على الرغم من اعتراف الصين بحق كُل طفل من آي طبقة إجتماعية يرغب في لعب الرياضة بأي يرفع وزن ثقيل أو يركل الكرة إلا أن عشرات الآلاف من الأطفال الآخرين – مدرجين داخل النظام الرياضى الصيني – لن يتمكنوا من تحقيق ذلك مقابل كل بطل أولمبي صاعد، وفي النتيجة ماذا حصد هؤلاء الأطفال؟ تعليم سئ وقلة فرص للعمل خارج النظام الرياضي.
قال “لي” مسؤل رياضي ببيكين عن المرشج المثالي لرفع الأثقال:”أطفال المناطق الريفية أو من أسر ليست جيدة اقتصاديًا، يتأقلمون جيدًا مع الصعوبات”.
ركزت بيكين على الرياضات الفردية المختلفة، بدلًا من تلك التي تشمل تفاعل عدد كبير من الرياضيين، لم تُحقق بيكين آي ميداليات ذهبية في رياضة جماعية كبيرة وذلك واضح جدًا خلال أولمبياد طوكيو 2020 على سبيل المثال.
تطبيق نظام العزل عن الأسر ساعقًا للأذهان حتى خلال طوكيو 2020، مثال بسيط وهي الرافعة الصينية لياو كيويون، بعد أن تنافست في وزن 55 كم برفع الأثقال، أرسلت صحيفة محلية من مقاطعتها رسالة من والدها لها.
المعاناة تستمر حتى بعد التقاعد على بعض عناصر النظام الصيني الرياضى، تحديدًا رفع الأثقال، المعلنين والرعاة لا ينجذبون كثيرًا لتلك الفئة من الرياضيين، بين الغواصين ولاعبي الجمباز يستطيعوا الاستفادة مع الدولة وتقاسم العوائد عقب التقاعد.
الأمر لا يقتصر على أخذ الأطفال من عائلاتهم للتدريب لأجل أُمة الصين، ولكن في بعض الحالات يُجبر الشباب وأحيان الأطفال على تعاطي المنشطات – لا يوجد تأكيد على أن الاطفال كانوا يتعاطون بالفعل – ، سُحبت من الصين بالفعل 3 ميداليات ذهبية برفع الأثقال خلال أولمبياد بيكين 2008 والسبب؟ لا يحتاج لإجابة، المنشطات.
وُجدت إحدى بطلات رفع الأثقال في حمام عام، فقيرة، و لُحيتها كبيرة وقالت أن كُل هذا كان نتيجة تعاطيتها المنشطات كرياضية شابة، بالتأكيد ليست الصين فقط التي ضُبط رياضييها بالمنشطات خلال/عقب الألعاب الأولمبية.
قصة أخيرة حزينة، مرتبطة بعض الشئ بقصة سيمون بايلز، وهى لياو كيويون الرافعة الصينية وبطلة بطولة العام عام 2019، حيث شاركت في رفع وزن 55 كجم، باللحظات الأخيرة من المنافسة، تفوقت عليها منافسة فلبينية – هيديلين دياز- لتحصل على الميدالية الذهبية وتحصل لياو على الفضية، بكت لياو كثيرًا عقب النتيجة.
WATCH: After defeating world record holder Liao Qiuyun of China for the Olympic gold medal, the country's weightlifting queen Hidilyn Diaz declared her belief that the West Philippine Sea belongs to the Philippines.
Full story: https://t.co/GqscHAONFs pic.twitter.com/TNk82G2ZcG— Rappler (@rapplerdotcom) July 30, 2021
هل هذا أمر غريب ؟ الأمر الغريب هو نظر لياو للأرض عند قول أحد الصحفيين الصينيين أن الميدالية الفضية نجاح بأول مشاركة أولمبية لها، قالت لياو:”اليوم قد قدمت أقصى ما لدي، لقد كانوا هنا مرارًا وتكرارًا” تقصد إصابتها المتكررة ثم بكت مرة أخرى، من الممكن أن يكون كُل هذا من أثر الرضح – التروما الناجمة عن الضغط – وفقًا للصحيفة الأمريكية.
على عكس كُل من سيمون بايلز وناعومي أوساكا، لم تتعالج لياو عقليًا مثلهم، من كُل ما رأتهُ منذ الصِغر، ربما لم تستطيع لياو الإنسحاب من منافسة مًا لأجل “حلم الأُمة”.
لكن كُل من لياو، سيمون بايز، بطلات الاتحاد السوفيتي بالجمباز وغيرهم من الرياضيين/الرياضيات معاناة، من الممكن أن تظهر في آي وقت سواء أولمبياد طوكيو أو قبلها أو بعدها، يجب أن نقف خلفهم ونقف ضد “القهر الأولمبي” كما نُحب نحن الألعاب الأولمبية جيدًا.
أقرأ أيضًا..
المصادر – The Chinese Sports Machine’s Single Goal: The Most Golds, at Any Cost –
The Sensational Tale of Rape as a Doping Technique: The Power of the Big Lie