عندما نذكر أسم روبرت إنكه فعليك تذكر العاشر من نوفمبر من كل عام.
وقف لاعبو المنتخب الألماني والبيلاروسي دقيقة صمت وحداد على حارس مرمى هانوفر وبرشلونة وبوروسيا مونشنجلادباخ روبرت إنكه، الرجل الذي توفي منتحرا في العاشر من نوفمبر لعام 2009، مسيرة كروية كانت جيدة جدا ولكنها لم تحظِ بالمتابعة أو الانتباه إلا بعد موته.
مسيرة كروية:
بدأ إنكه مسيرته الكروية في عمر ال20 عام مع نادي بوروسيا مونشنجلادباخ بموسم 1998/99 أمام شالكة في الدوري الألماني عقب إصابة الحارس الإساسي وويي كامبس، حقق جلادباخ الفوز حينها بثلاثية نظيفة وشباك خالية إلى إنكه. رحل إنكه إلى بنفيكا البرتغالي في عام 1999 رفقة مديره الفني الألماني المخضرم يوب هاينكس، والذى أبدى إعجابا كبيرا بقدرات الحارس الألماني.
وصف هاينكس إنكه بجانب لاعب وسط ريال مدريد السابق فيرناندو ريدوندو بإنهما أفضل لاعبين محترفين دربهما خلال مسيرته التدريبية، وذلك لكونهما لاعبين أذكياء، ليسوا مجرد لاعبي كرة قدم فقط.
لمع إنكه مع بنفيكا بشكل متطور حتى عام 2002، قاد فريقه للتأهل إلى دوري أبطال أوروبا مرتين، أصبح الحارس الإساسي للفريق بل القائد كذلك، الأسباب السابقة جعلت برشلونة يتعاقد مع الحارس الألماني في صيف 2002 بعد منافسة شرسة مع أرسنال، أتلتيكو مدريد ومانشستر يونايتد.
بداية الانهيار:
فترة إنكه مع النادي الكتالوني كانت محبطة إلى حارس واعد لامع، لم يشارك بشكل أساسي رفقة برشلونة في المباريات إلا في مباراة واحدة فقط بكأس ملك إسبانيا أمام نيفيدو، ليتعرض الفريق الكتالوني حينها للهزيمة بثلاثة اهداف مقابل هدفين بسبب خطأ من إنكه حينها مما أغضب زملائه من تصرفه خلال المباراة، هذا دفعه إلى الإعارة نحو فنربخشة التركي.
الجماهير التركية هاجمت إنكه عقب تعرض فنربخشة للهزيمة بمشاركته للمرة الأولى، كل ما سبق دفعه للعودة نحو ألمانيا في 2004 من بوابة هانوفر، ليصبح النادي الألماني محطته الدائمة حتى موته.
عقب مرور عامين كاملين مع هانوفر، شاءت الإقدار أن يفقد إنكه ابنته الوحيدة لارا بعد قضاء عام كامل في المستشفى بسبب عملية جراحية في الأذن. كان موت ابنته مؤثرا بالشكل السلبي على إنكه، اعتبر الحارس وجود لارا هي اكتشاف لمعنى حياته وهو الشئ الذي لم يحصل عليه من كرة القدم.
لم تتخطَ مسيرة أنكه الدولية سوى 8 مباريات فقط مع المنتخب الألماني، عقب اعتزال يانز ليمان بنهاية يورو 2008، واجه المدير الفني لمنتخب ألمانيا يواكيم لوف الحيرة حول هوية الحارس الإساسي لمونديال 2010 في جنوب إفريقيا، كان إنكه بجانب حارس مرمى شالكة وقتها مانويل نوير وحارس مرمى باير ليفركوزن رينه إدلر. ربما كان إنكه هو الخيار الأول لحراسة المانشافت ولكنه غاب عن الفترة الدولية بنوفمبر 2009 بسبب التهابات معوية، اعتقد لو كان إنكه حاضرا إلى وقتنا هذا، لربما لعب أساسيا بالتناوب مع نوير حتى فترة زمنية محددة لتقدم عمر إنكه حينها. القدر يحمل كلمته في النهاية بكل تأكيد حيث نرى نوير الحالي.
محطات في حياة إنكه:
كان إنكه زميلاً داعماً إلى حارس مرمى بايرن ميونخ الحالي سفين أولريخ خلال فترته الشبابية في شتوتجارت عقب انتقادات علنية من جانب الجماهير. عقب وفاة إنكه، أرسل بير ميرتساكر برقية عزاء كتبها اللاعب على موقع مؤسسة إنكه على شبكة الإنترنت بهدف الرثاء.
كشفت تريزا أرملة إنكه عن إصابته باكتئاب حاد لسنوات طويلة، فضل إنكه الصمت عن مرضه من أجل ضمان الاستقرار الإسري وعدم وضعه في خانة الانتقادات من جانب الصحافة بما أنه لاعب كرة قدم.
كان الأمر سرا بين الطبيب النفسي الخاص بإنكه فالانتين ماركسر وتريزا من أجل تقديم العلاج له حيث بدأ العمل على التخلص من المرض في 2003، انتظم إنكه في الجلسات ولكن الأمر لم ينجح في النهاية.
أعلنت تريزا بإن إنكه كان يكذب بحجة وجود تدريبات من أجل السماح له بالخروج من المنزل، ماركسر أعلن بإن إنكه قبل موته أخبر مستشفى هانوفر بإلغاء كافة الجلسات بحجة كونه سليما معافا، الأمر كانت كذبة جديدة لأنها هي طريقة وداعه لعالمنا.
لقى إنكه حتفه منتحرا أمام أحدى قطارات المدينة عقب التجول بسيارته في أرجاء هانوفر، ترك متعلقاته الشخصية في السيارة بجانب رسالة اعتذار إلى زوجته وطبيبه النفسي.
هز موت إنكه أنحاء الكرة الألمانية بإجمعها، الجميع لم يجد وصفا لكلماته إلا بالرثاء والدموع بينما تريزا الآن تدير المؤسسة التي تحمل أسمه من أجل تقديم الدعم والتوعية إلى الجميع من مرض الاكئتاب. تريزا تعلن بإنها قطعت شوط طويل في تلك الحملة الضخمة.
أقرا أيضا:
إلياس سخيري يصنع الحدث في الدوري الألماني