خرج علينا المذيع السعودي وليد الفراج منذ عدة أيام بتصريحات قلبت الكرة المصرية رأسا علي عقب، واختلفت الآراء ما بين مؤيد ومعارض، فمعظم لاعبي الكرة المصرية السابقين ومحللى الشاشة ومسؤولي كرة القدم اتخذوا موقفا عدائيا تجاه هذه التصريحات، ومنهم من رد بدافع الوطنية وكأننا في نزال مع الدوري السعودي، أما معظم محللي مواقع التواصل الاجتماعى–غير العاملين في مجال كرة القدم- فقد أيدوا هذه التصريحات وبشدة.
ولم يكن هناك تصريح أكثر مدعاة للدهشة مما قاله السيد أحمد دياب رئيس رابطة الأندية المحترفة، حيث كتب بالنص علي حسابه علي السوشيال ميديا:”ديربي الكرة المصرية هو الأقوي شاء من شاء وأبي من أبي”.
والحقيقة أننا تعودنا علي مثل هذه التصريحات العشوائية والهجومية التي تفتقد للمنطق ، وآخر واقعة أتذكرها هي رد اتحاد الكرة المصري علي بيان الاتحاد الدولي للاعبين المحترفين، ذلك البيان الذي كان يوصي اللاعبين المحترفين بعدم اللعب في الدوري المصري لأسباب عديدة كلنا نعلمها، فكان رد الاتحاد المصري صارما وقويا ولكنه يفتقد لأي منطق كعادتهم، ومواقف أخري كثيرة لا حصر لها توضح لنا مدي عشوائية إداريي الكرة في مصر، ومن لا يتذكر ذلك فليعد إلي مكالمة السيد جمال علام رئيس اتحاد الكرة في مصر مع المذيع أحمد موسي، حينما أقالوا مدرب المنتخب الأول وهو في الطائرة مع اللاعبين.
وبالعودة لتصريحات وليد الفراج، فلم أفهم سر الهجوم العدائي عليه، نعم كانت طريقته فظة بعض الشئ، ولكن محتوي الحديث كله كان صحيحا.
السيد وليد الفراج أولا أشار إلي فرق العناصر ما بين الدوري المصري والسعودي، وهي حقيقة لا مفر منها، فأنت عزيزي المشاهد إذا كان أمامك دوري يتواجد به رونالدو وبنزيما وماني وتيليس ومالكوم ونيفيش وسافيتش وكانتي ومحرز وسانت ماكسيمام وكوليبالي وميندي، ثم قررت أن تختار مشاهدة مباراة بين الزمالك والأهلي حيث أغلي لاعب علي أرض الملعب لا تصل قيمته التسويقية لربع قيمة أي من اللاعبين المذكورين في الأعلي، فأنت تمتلك وطنية لامثيل لها.
ثاني الأمور التي أشار اليها وليد الفراج هي أن الدوري المصري أصبحت شهرته وتأثيره علي المستوي المحلي فقط، حيث لا يُسمح لأكثر من 5000 آلاف مشجع هم بالحضور، فمنذ أكثر من 10 سنوات ومباريات الدوري المصري لا تُلعب بجمهور، وبالتالي من الطبيعي أن تقل قيمته ولا يتم بيعه لقنوات خارجية ويقتصر بثه علي بعض القنوات المحلية فقط.
ثم أنهي السيد وليد الفراج حديثه بالجملة التي أثارت حفيظة الوطنيين وهي:”تكيف مع الوضع”، وكأنه يقول:”إنت شطبت يا عالمي خلاص”، وهي هنا رسالة إلي الجمهور المصري الذي لا يمتلك أي حلٍ سوي محاولة التكيف مع الوضع فعلا وتقبل الواقع الأليم.
ربما يختلف البعض مع هذه التصريحات وهو حق مشروع، ولكني أريد أن أوجه بعض الأسئلة لمسؤولي الكرة المصرية، ربما إذا وجدنا إجابات لهذه الأسئلة سنفهم لماذا يُعد الدوري المصري هو الأقوي شاء من شاء وأبي من أبي.
1- لماذا يتم لعب الدوري المصري بنظام الأساينمت أو التاسك الذي يجب أن ينتهي بأي شكل أو طريقة؟ رغم أن هدف وجود أي دوري في العالم هو إمتاع الجمهور وكسب الأندية للأموال، ولكن في مصر لا يحدث أي من الاثنتين، لدرجة أننا نلعب كأس مصر علي موسمين.
2- لماذا تم استحداث بطولة كأس الرابطة ونحن لا ننهي الدوري أو الكأس في موعده المحدد؟ الأمر يصل إلي أننا نرسل قوائم الفرق المشاركة في البطولات الأفريقية بعد نهاية الدور الأول من الدوري، وكأن الدور الثاني ليس له أي أهمية.
3- لما لا يتواجد الجمهور حتي الآن في المدرجات؟
4- لماذا لايلعب الأهلي والزمالك مبارياتهم في أوقات ما بعد الظهيرة كبقية فرق الدوري ثم نتفاجئ بخسارتهم في بطولات أفريقيا بسبب عدم تحملهم لدرجة الحرارة؟
5- لماذا لا تلعب جولة الدوري المصري علي يومين كبقية دوريات العالم؟ بحيث يتوافق اليومان مع مواعيد إجازة الأسبوع حتى يستطيع الجمهور حضور المباريات، ولكن في مصر من الممكن أن تلعب الجولة علي خمس أو ست أيام.
6- لماذا لا يوجد موقع أو صفحة رسمية علي السوشيال ميديا للدوري المصري يتم بها إعلان نتائج المباريات ومواعيدها؟
7- لماذا حتي الآن لا نمتلك جودة مباريات HD؟
8- لماذا يعد الانسحاب من الدوري شيئا عاديا بالنسبه لفرق الدوري؟ فكلما يعترض فريق ما علي التحكيم أو لا يعجبه جدول مبارياته يهدد بالانسحاب.
9- لماذا لا توجد مواقع رسمية أو صفحات لبعض فرق الدوري؟
10- لماذا هناك بعض الفرق التي لا تمتلك تصميمات للتي شيرتات الخاصة بها؟
11- لماذا تستمر الاستوديوهات التحليلية أكثر من ساعتين وثلاث؟
12- لماذا تصل بعض الفرق في كأس مصر لدور الثمانية، وعلي الجانب الآخر فرق لا زالت في دور ال 32؟
13- لماذا يجب أن تكون لاعبا سابقا حتي تحصل علي رخصة التدريب؟ علي الرغم أنه في الخارج يوجد العديد من المدربين الذي لم يمارسوا اللعبة أبدا مثل ساري واريجو ساكي وفيلاش بواش.
14- لماذا جائزة الدوري المصري قيمتها 300 ألف جنيه؟ هل تعلم أن جائزة بطل الدرجة الثانية في انجلترا 200 مليون يورو؟
15- لماذا لا توجد مواعيد ثابتة لطرح تذاكر المباريات؟ إذ يتم فتح باب الحصول علي التذاكر قبل المباراة بأسبوع أو يوم أو يومين.
16- لماذا تعد تجربة الذهاب لمشاهدة مباراة في الاستاد في مصر تعذيبا للمشاهد؟ يضطر الجمهور إلي النزول قبل موعد المباراة بساعات، ثم يسير العديد من الكيلومترات حتي يستطيع دخول الإستاد.
17- لماذا يوجد لاعبون يبلغون من العمر 24 عاما، ويتم تصنيفهم كناشئين؟
18- لماذا لا يحترف لاعبونا في الخارج؟
إذا استطعنا الإجابة عن بعض هذه الأسئلة سنفهم لماذا أصبح تصنيف الدوري المصري بعد المركز المائة في تصنيف الدوريات العالمية، فالجمهور المصري يستحق منتجًا أفضل من الموجود بمسافات شاسعة، ونسأل الله ألا نستمر في هذا الانحدار لأننا وصلنا إلى القاع ولا يوجد أعمق من ذلك..لكِ الله يا مصر.