كرة القدم والسياسة وجهان لعملة واحدة ففي كثير من الأحيان تم استخدام الرياضة بشكل عام وكرة القدم على وجه الخصوص لأغراض سياسية، فعلي مر التاريخ رأينا أنظمة استبدادية دكتاتورية عملت على تحسين صورتها أمام العالم عن طريق الرياضة.
دورة الألعاب الأولمبية برلين “1936”.
في عام “1936”، استضافة المانيا دورة الألعاب الأولمبية الصيفية، وأراد أدولف هتلر النازي استغلال الحدث وإيصال رسالة إلى العالم والترويج لحكمه بأنهم مسالمون وغير معتدين فقام بالتوقف عن تعذيب اليهود أثناء فترة الأولمبياد، وعمل على توفير سبل الراحة والأمان للزوار والسياح القادمين لمشاهدة الحدث، كما ألتقط بعض الصور التذكارية مع الأبطال.
أدولف هتلر ليس الوحيد الذي أراد الارتماء في أحضان الرياضه لتلميع وتحسين الصورة، لكن أنتهج نفس السياسة الحاكم الفاشي “بينيتو موسوليني” في كأس العالم”1938″.
إيطاليا كأس العالم “1938”.
نظمت فرنسا كأس العالم لكرة القدم، في العام “1938”، وشارك في البطولة 16 منتخب، لكن تم إنسحاب منتخب النمسا عقب احتلال ألمانيا لها، وكانت إيطاليا في ذلك الوقت واقعة تحت الحكم الفاشي بقيادة “بينيتو موسوليني”.
وتمكن المنتخب الإيطالي حامل لقب النسخة السابقة آنذاك من الوصول إلى المباراة النهائية للبطولة أمام منتخب المجر وذلك بعد تخطي الدور الأول بالفوز على النيرويج ثم تخطي عقبة منتخب فرنسا صاحب الأرض والجمهور في الدور ربع النهائي ثم تجاوز المنتخب البرازيلي في نصف النهائي والعبور إلى النهائي المسابقة ولكن قبل المباراة النهائية أمام منتخب المجر حدثت واقعة غريبة.
“النصر أو الموت”.
يقول الكاتب الصحفي “إدواردو غاليانو”، في كتابه “كرة القدم بين الشمس والظل”، أن الحاكم الفاشي “موسوليني”، قام بإرسال برقية إلى اللاعبين الطليان قادمة من “روما”، مكونة من ثالثة كلمات: “النصر أو الموت”.
يقال بعد سماع الإيطاليين هذه الرسالة ذهبوا إلى غرفة ملابس منتخب “المجر” وقاموا بالتوسل إليهم بترك المباراة لهم وهو ماحدث بالفعل، انتهت المباراة بفوز منتخب إيطاليا على منتخب المجر بنتيجة (4 – 2).
ويقال إن حارس منتخب المجر قام بتفويت بعض الكرات السهلة التي دخلت مرماه، إيماناً منه بأن اللاعبين الإيطاليين سيتعرضون للقتل في حال تمت هزيمتهم.
وحين تم سؤال الحارس “أنتال شزابو”، عن أسباب الهزيمة قال “هذه هي المرة الأولى التي لم أكن فيها حزيناً على الهزيمة، لأنني عرفت أن الطليان تم تهديدهم بالقتل من قبل موسوليني” مضيفاً “نعم خسرنا كأس العالم ولكن أنقذنا أرواح الإيطاليين”.
