تحليل | ننشر لكم نظرة خاصة على مباريات ربع نهائي دوري أبطال أوروبا للموسم الحالي 2022/23.
مرحباً، دوري أبطال أوروبا عاد أليكم من جديد في نسخته الحالية بشهر رمضان المُبارك بعامه الثالث توالياً، الجميع ينتظر مصير كل فريق خلال مجريات الموسم الحالي، فهناك فرق تريد السيطرة مجدداً على البطولة وهناك من يعتبر البطولة إنجاز مرتقب وآخر يطمح بالتتويج القاري تحت شعار طوق النجاة، سنرى بالتفصيل حالة الفرق المشاركة في ربع نهائي البطولة كالآتي.
مانشستر سيتي ضد بايرن ميونخ:
مرة آخرى يتواجه الفريقان في دوري أبطال أوروبا، ليست المباراة تلك المرة في دور المجموعات من البطولة، بل في مرحلة ربع نهائي البطولة تحت شعار أكون أو لا أكون. جوارديولا يريد ذات الآذنين إلى مانشستر سيتي بأي ثمن، يطمح إلى تجاوز السيناريوهات السابقة المؤلمة، التي حدثت له مع الفريق الإنجليزي خلال المواسم السابقة، خاصة في الموسمين الماضيين، حيث الهزيمة في نهائي البطولة 2021 والخروج بطريقة درامية غير متوقعة أمام ريال مدريد في 2022 من نصف نهائي البطولة، حيث كنا جميعاً نحسب أنفسنا انتهاء المباراة بتفوق مانشستر سيتي ولكن الفما حاجة لها رأي آخر كما نعلم جميعاً، الآن مانشستر سيتي يمتلك فرصة جديدة للتتويج بثلاثية الدوري والكأس ودوري أبطال أوروبا.
المواجهة هنا بمثابة الثأر بين جوارديولا وتوخيل، المدرب الألماني الذي حقق الفوز في نهائي 2021 وقاد تشيلسي للتتويج باللقب، هو نفسه رجل الساعة في بايرن ميونخ الآن، حيث جاء في مرحلة حرجة بالنسبة للنادي البافاري بعد إقالة ناجلزمان بشكل مفاجئ دون الانتظار إلى نهاية الموسم الحالي.
الفريق البافاري نفسه أمام اختبار حقيقي، ليس كسابقه في المرات السابقة، أصبح بايرن ميونخ حالياً تحت ميكروسكوب الانتقادات، التي تنال من لاعبيه مراراً وتكراراً سواء بتواجد ناجلزمان أو فليك أو توخيل نفسه. حسابات بايرن ميونخ مربكة قليلاً خاصة بعد غياب تشوبو موتينج عن اللقاء بسبب الإصابة وعدم تواجد مهاجم بنفس مهام روبرت ليفاندوفسكي بعد رحيله إلى برشلونة، لكن تظل فرص البايرن في التأهل قائمة بنفس نسب تأهل مانشستر سيتي إلى المربع الذهبي، بالرغم من جاهزية الإنجليز وتذبذب الألمان.
رهان جوارديولا قائم حالياً على هالاند، الذي لم يكن مناسباً لإسلوب بيب حسبما زعم البعض، لكن الاهداف الغزيرة والأداء القوي مؤخراً أمام ساوثهامبتون وأرقامه وإحصائياته التي يحققها النرويجي الشرس، أخرست البعض مؤقتا، حيث ينتظر الجميع تسجيل هالاند من جديد في شباك بايرن ميونخ كما فعل مسبقاً خلال فترته مع بوروسيا دورتموند في الدوري الألماني وكأس السوبر الألماني، حيث سجل 5 اهداف وقدم تمريرة حاسمة، لكن هالاند لم يحقق الفوز مطلقاً في مباراة رسمية أمام البايرن، مباراة قوية مرتقبة بين هالاند ودفاع البايرن.
المهمة هنا إلى توخيل هي تخطي المرحلة الحالية التي يمر بها الفريق الألماني، خاصة عقب نهاية حلم التتويج بثلاثية جديدة عقب وداع مفاجئ من كأس ألمانيا أمام فرايبورج، إقصاء البايرن مجدداً من دوري أبطال أوروبا يعني هجمات نارية من الجميع على الإدارة واللاعبين، التي أطاحت بناجلزمان دون الانتظار إلى نتائجه عقب نهاية الموسم، حيث نجح يوليان في قيادة البايرن لتحقيق الفوز 8 مرات بنسبة 100%، لم يستقبل مطلقاً الاهداف أمام برشلونة والإنتر وباريس سان جيرمان في 6 مباريات خلال الموسم الحالي من البطولة، بينما اللاعبين في البايرن يتمتعون بحالة مزاجية في بعض المباريات، جمهور البايرن يريد استمرار سلسلة الانتصارات في دوري أبطال أوروبا مع توخيل مجدداً، المباراة بالطبع قوية بين هالاند وبايرن ميونخ بسبب النجاعة الهجومية للمهاجم النرويجي، نحن في الانتظار.
بنفيكا ضد إنترميلان:
مبدئياً، سأخلص تلك المباراة في جملة واحدة، إنجاز مرتقب لبنفيكا عبر الرغبة في فك لعنة جوتمان الشهيرة ضد آخر أمل للإنتر في إنقاذ موسمه بتأهل تاريخي إلى المربع الذهبي لدوري أبطال أوروبا بعد سنوات عجاف.
بنفيكا هو الحصان الأسود الحالي في دوري أبطال أوروبا بفضل خطط وتكتيكات المدرب الألماني روجر شميت وأداء كل من جواو ماريو وجونسالو راموس، الفريق الذي تصدر مجموعته أمام باريس سان جيرمان ويوفنتوس، ثم تأهل بنتيجة تاريخية أمام كلوب بروج، يمتلك الفرصة القوية للتأهل إلى المربع الذهبي للمرة الأولى منذ سنوات طويلة.
بالنسبة للإنتر، حالته مذبذبة بعض الشئ مع سيميوني إنزاجي، لم يتمكن من تحقيق الفوز في آخر 6 مباريات بكافة المسابقات المحلية والقارية، موقفه في المنافسة المحلية حرجة جداً بسبب التعثرات التي يتعرضها لها في الدوري مع نجاح منافسيه في استغلال هذه التعثرات والتقدم في جدول الترتيب بالدوري.
نسبة تأهل الإنتر إلى المربع الذهبي على الورق قليلة مقارنة بحظوظ بنفيكا، لكن أرض الملعب ربما سيقول شئ آخر وربما سيؤكد حتمية تأهل الفريق البرتغالي، الاحتمالات مفتوحة بالطبع، لا شئ متوقع.
إيه سي ميلان ضد نابولي:
الجميع يطالب بترشيح فارس عوض للتعليق على تلك المباراة، لكن المعلق المشهور يعمل في قنوات أبو ظبي الرياضية، وليس بي أن سبورتس.
مواجهة جديدة تجمع الميلان ونابولي، التاريخ ضد الحاضر، كل فريق يمتلك أوراق هجومية رابحة، لياو ودياز من ناحية الميلان وكفارا وأوسيمين من ناحية نابولي.
الدوري غير الدولي، بمعنى آخر حسابات مباراتي الذهاب والإياب بين الفريقين مختلفة كلياً عن مباراتي الدوري، المهم حلم نابولي هو الدوري أولاً ودوري أبطال أوروبا ثانياً، بينما يريد الميلان إعادة الزمن الجميل عبر تأهل منتظر إلى المربع الذهبي، فكيف ستكون أحداث المباراتين أذن، لا أحد يعرف، المهم سنشاهد ونستمتع.
ريال مدريد ضد تشيلسي:
للمرة الثالثة على التوالي، يتواجه ريال مدريد وتشيلسي في دوري أبطال أوروبا، نجح تشيلسي في التأهل إلى نهائي نسخة 2021، وتمكن ريال مدريد من التأهل إلى نصف نهائي نسخة 2022، كما يقول المثل “الثالثة حاسمة”، كل فريق يطمح إلى التأهل نحو المربع الذهبي من أجل إنقاذ موسمه المحلي، لكن على أقل حال ريال مدريد خلال الموسم المحلي أفضل بكثير من تشيلسي.
تشيلسي خسر كل شئ في حقبة تود بولي، خسر المال والبطولات والمدربين خلال الموسم الحالي، لم يسجل المزيد من الاهداف بعد جلب المزيد من اللاعبين، قام بتغيير مدربين عدة، توخيل ثم بوتر والآن لامبارد، المشكلة هنا تكمن في عقلية المُلاك الأمريكان، الذين زادوا الطين بلة، لدرجة أن البلوز نفسهم من الممكن يكونوا معرضين بالفعل للهبوط إلى التشامبيونشيب، أذا ظل حال الفريق كما هو، بتحقيق النتائج السلبية خلال المباريات المتبقية من البريميرليج مع تحسن نتائج الفرق المنافسة على الهبوط.
يمتلك تشيلسي فرصة أخيرة من أجل إنقاذ موسمه، دوري أبطال أوروبا بمثابة طوق نجاة فعلي إلى البلوز، أذا نجح في حسم التأهل إلى المربع الذهبي، فربما يكون هذا التأهل انفراجة قريبة إلى الفريق اللندني، بشرط التركيز في المراحل المتبقية من البطولة القارية، تجربة تشيلسي هنا مع مدربين الطوارئ في دوري أبطال أوروبا كانت مميزة، نجحت في حصد البطولة مرتين خلال عامي 2012 و2021 كما نعلم حيث دي ماتيو وتوخيل، فهل سيكرر لامبارد هذا الإنجاز ويحقق المعجزة مع البلوز بتتويج ثالث لدوري أبطال أوروبا خاصة أن نسبة تتويج تشيلسي باللقب وصل إلى 2.5% حسب سكواكا.
أما البطل الآزلي للبطولة ريال مدريد، يريد تحقيق ثنائية كأس ملك إسبانيا ودوري أبطال أوروبا مجدداً مثلما حدث في 2014 مع كارلو أنشيلوتي، فرص ريال مدريد في التتويج بالدوري الإسباني أصبحت شبه ضعيفة، لكنها واردة بشرط تعثر برشلونة خلال الجولات المُقبلة واستفاقة النادي الملكي.
كما نعلم كريم بنزيما وفينيسوس جونيور ورودريجو جاس مع لوكا مودريتش وكامافينيجا وتوني كروس وتيبو كورتوا، هم أهم لاعبي ريال مدريد خاصة في ليالي دوري أبطال أوروبا كما رأينا في العام الماضي، على الورق فرصة الملكي كبيرة لتأهل سلس دون عناء إلى المربع الذهبي من دوري الأبطال، لكن المباراة لها حسابات مختلفة وربما أيضا أحداث مفاجئة كذلك، سنرى كيف سيكون ربع نهائي دوري أبطال أوروبا خلال كل مباراة.