حلم البرازيل هنا هو ممارسة رقصة السامبا الغائبة منذ 20 عام منذ نسخة 2002 في كوريا الجنوبية واليابان.
استعرضنا في الجزء الأول كيف كان حال البرازيل منذ بداية كأس العالم في نسخته الأولى بعام 1930، وكيف أصبح الحال قبل الدخول في تسعينيات القرن الماضي، سنعرض لكم في الجزء الثاني والأخير كيف عاد السليساو إلى منصات التتويج حتى الدخول في حقبة مظلمة نسبياً ثم الاستفاقة.
البرازيل | رقصة السامبا الغائبة منذ 20 عام (1)
تحت تأثير المخدر:
بدأت فترة التسعينيات والبرازيل تواصل البحث عن اللقب الرابع، حيث لم تحقق كأس العالم منذ عشرون عاماً، البرازيل تفوقت على السويد وكوستاريكا وإسكتلندا في دور المجموعات من عام 1990، ثم واجهت الأرجنتين في دور ال16 من البطولة.
ودعت البرازيل منافسات مونديال 1990 مبكراً من دور ال16 أمام الأرجنتين بطريقة ما، تشبه الحيلة والمكر والخداع، حيث أعلن المهاجم الأرجنتيني مارادونا عن وضع أقراص منومة مهدئة في مياه الشرب إلى لاعبي البرازيل، تأثيرها كان واضحاً على دفاع السامبا، الذين فقدوا تركيزهم، ليتمكن رفاق مارادونا من التأهل إلى ربع نهائي البطولة.
أعلن المدافع البرازيلي فرانكو عن فقدانه الرؤية عقب شرب الماء من جانب الطاقم الطبي لمنتخب الأرجنتين، أثبتت الأرجنتين عدم صحة التقارير الطبية التي تفيد حول خلود لاعبي البرازيل إلى النوم في تلك المباراة، لكن فرانكو نام بالفعل في حافلة المنتخب البرازيلي فور انتهاء المباراة وأثناء العودة إلى الفندق.
سيغفر الرب للجميع إلا:
جدد السليساو أمالهم مجدداً في حصد اللقب القاري الغائب، تلك المرة سيلعبون في الولايات المتحدة الإمريكية 1994، حيث التفوق على روسيا والكاميرون والتعادل مع السويد في دور المجموعات، ثم التغلب على الدولة المضيفة في منافسات دور ال16، والتفوق على هولندا في دور ال8 من البطولة، ثم مواجهة السويد مجدداً والتفوق عليها تلك المرة بالمربع الذهبي، لنصل إلى المباراة النهائية أمام إيطاليا.
لعل تلك اللقطة الأشهر في مونديال الولايات المتحدة الإمريكية هي لقطة إهدار روبيرتو باجيو لركلة الجزاء أمام البرازيل مع النظر بالحسرة إلى الإرض، لتصبح مدونات مواقع التواصل الاجتماعي حتى وقتنا هذا.
“مكتوب على جدران الفاتيكان، سيغفر الرب للجميع إلا روبيرتو باجيو”.
المهم أن أي ركلة جزاء يسددها لاعب في مباراة ما هي ركلة هامة، حتى لو كانت آخر ركلة جزاء، مهمتها فقط تحديد الفائز والخاسر، الحظ لم يكن لإيطاليا والبرازيل حصدت اللقب الرابع.
تلاعب بالنتائج:
تستعد البرازيل للدفاع عن لقبها في فرنسا 1998، المونديال الذي شهد أحداث عديدة تخص المنتخب البرازيلي منذ دور المجموعات حتى المباراة النهائية، حيث تم زيادة عدد المنتخبات إلى 32 منتخب ب8 مجموعات، النظام المعتمد في المونديال حتى يومنا هذا.
تفوقت البرازيل على إسكتلندا والمغرب في دور المجموعات، وتعرضت للهزيمة أمام النرويج في مباراة، يصفها المغاربة حتى يومنا هذا بالمؤامرة من جانب راقصي السامبا حتى يتم إقصاء أسود الأطلس من المونديال، على نهج ما حدث للجزائر في مونديال 1982 حيث تآمر ألمانيا والنمسا الواضح من أجل حسم التأهل معاً آنذاك.
تفوقت البرازيل على تشيلي في دور ال16 من البطولة، ثم تخطت الدنمارك في ربع نهائي البطولة، ثم هولندا في نصف النهائي بعد ركلات الترجيح، ثم الهزيمة القاسية أمام فرنسا في ليلة تألق بها زين الدين زيدان.
الأسباب كثيرة هنا حول هزيمة البرازيل أمام فرنسا، هي عدم جاهزية النجم البرازيلي وقتها رونالدو دي ليما، الذي تعرض لصدمة عصبية قوية، بسبب تناوله المخدرات أو تعرضه لصدمة عاطفية حيث شاهد لاعبو السليساو معاناة رونالدو في ليلة المباراة من انهيار عصبي حاد.
بالرغم من هذا، شارك رونالدو في تلك المباراة النهائية أمام فرنسا، كان حاضراً غائباً في تلك الليلة، لم يقدم شئ قد من أجل هز دفاع الديوك، ليلة كانت صعبة بالفعل على عشاق البرازيل.
اعترف اللاعب الفرنسي الأسبق ورئيس الاتحاد الأوروبي السابق ورئيس اللجنة المنظمة لمونديال فرنسا 1998 ميشيل بلاتيني عن وجود تلاعب حقيقي في قرعة دور المجموعات، حيث أراد منظمو البطولة وضع البرازيل وفرنسا في مجموعتين بحيث لا يلتقٍ أي منتخب منهما خلال البطولة إلا في الدور النهائي، السبب هو كان حلم المنظمين هو حدوث المباراة النهائية بين البرازيل وفرنسا من إجل جلب المزيد من العوائد الاقتصادية والمشاهدات كذلك.
العقد الأول من الألفية الجديدة:
نجحت البرازيل في حسم اللقب الخامس من كأس العالم في نسخة كوريا الجنوبية واليابان 2002، تفوقت البرازيل في دور المجموعات على تركيا والصين وكوستاريكا، شهدت المباراة التي جمعت السليساو بالإتراك مبالغة لاعب وسط البرازيل ريفالدو في التمثيل والإدعاء من إجل حصول اللاعب التركي هاكان أونسال على بطاقة حمراء.
تفوقت البرازيل على بلجيكا في دور ال16، ثم إنجلترا في دور ال8، ثم تركيا مجدداً في المربع الذهبي ثم ألمانيا في النهائي، الطريق كان سالكاً نحو اللقب الخامس، المهم أن رونالدو صالح الجماهير البرازيلية بلقب مونديالي جديد، عما حدث في فرنسا 1998.
حاولت البرازيل صناعة الحدث مجدداً في أوروبا حيث مونديال ألمانيا 2006 حيث توجد قائمة مرعبة من رونالدو وكاكا وأدريانو وروبيرتو كارلوس وآخرون، التفوق بإريحية في دور المجموعات على منتخبات كرواتيا وإستراليا واليابان، ثم غانا في دور ال16، ثم وداع من دور ربع نهائي البطولة أمام فرنسا، في عرض كروي مميز برعاية زين الدين زيدان وقتها، رونالدو أصبح الهداف التاريخي للمونديال برصيد 15 هدف.
اتجهت البرازيل مجدداً إلى المونديال حيث جنوب إفريقيا 2010، تفوق السليساو في دور المجموعات على كوريا الشمالية وكوت ديفوار وتعادلت أمام البرتغال، ثم التغلب على تشيلي بثلاثية نظيفة والوداع مجددا من ربع نهائي البطولة أمام أحفاد يوهان كرويف برعاية روبن وشنايدر وآخرون آنذاك.
بالسبعة:
أذا سألت أي شخص عابر عن منتخب البرازيل، سيقول لك أنه بطل كأس العالم 5 مرات وصاحب أكبر هزيمة في تاريخ المونديال على أرضه ووسط جمهوره، بالطبع تلك النسخة هي نسخة 2014 في البرازيل.
تفوقت البرازيل على كرواتيا في مباراة افتتاحية، التي شهدت خطأ فادح من حكم المباراة، اعتذرت عنه الفيفا لاحقاً، ثم تعادلت مع المكسيك وتفوقت على الكاميرون، واجهت تشيلي في دور ال16 حيث تغلبت عليها بركلات الجزاء ودموع مدافع تشيلسي الحالي تياجو سيلفا آنذاك.
تفوقت البرازيل على كولومبيا في ليلة بكاء لاعب المنتخب الأخير خاميس رودريجيز وتعرض نيمار لإصابة عضلية قوية، أبعدته عن مباراة نصف نهائي البطولة أمام ألمانيا.
فضيحة كروية تاريخية بصوت رؤوف خليف، سبعة اهداف يسجلها الألمان في مرمى السليساو على مرآى ومسمع كل شخص برازيلي في إرضه، خمسة اهداف فقط تم إحرازها في الشوط الأول فقط، أشباح البرازيليون كانوا يلعبون تلك المباراة، يوم حافل لن ينساه أحد لدرجة أن المهاجم الألماني ميروسلاف كلوزه حسم لقب الهداف التاريخي للمونديال برصيد 16 هدف أمام أعين رونالدو دي ليما، أنهت البرازيل البطولة محتلة المركز الرابع بعد الهزيمة أمام هولندا.
تيتي ومونديال 2018:
دخلت البرازيل في فترة مظلمة حتى تولي تيتي مهمة الإدارة الفنية لمنتخب السليساو، وضع تيتي النقاط على الحروف وحاول بناء قوام جديد لراقصي السامبا، حتى التأهل إلى مونديال روسيا 2018.
تعادلت البرازيل مع سويسرا ثم تفوقت على كوستاريكا وصربيا في دور المجموعات، تأهلت إلى دور ال16 لمواجهة المكسيك ثم تغلبت عليها في مباراة، أصبح نيمار حديثاً للجميع في كافة إنحاء العالم بسبب تمثيله المبالغ فيه عندما يتعرض لكل عرقلة، لدرجة أن زملائه فهموا جيداً ما يفعله نيمار في المباريات، تحول نيمار إلى مادة من مواد صناعة الضحك والسخرية على مواقع التواصل الاجتماعي وقتها.
ودع راقصو السامبا البطولة من دور ربع النهائي أمام بلجيكا، لكن البرازيل حاولت مراراً وتكراراً في تلك المباراة العودة إلى اللقاء عقب تأخرها أمام رفاق كيفين دي بروينه، فهل سيتمكن السليساو من فرض إيقاع الرقص على طريقة السامبا مجدداً؟
قائمة الفريق:
أعلن المدير الفني لمنتخب البرازيل تيتي عن القائمة النهائية لمنتخب السليساو المكونة من 26 لاعب، التي شهدت استبعاد مدافع أرسنال جابريل ومهاجم ليفربول روبيرتو فيرمينو، على الرغم من أفضلية فيرمينو خلال الموسم الحالي حيث سجل 8 اهداف وصنع 4 اهداف في 19 مباراة بكافة المسابقات المحلية.
وجاءت القائمة كالآتي:
حراسة المرمى:
أليسون بيكر (ليفربول الأنجليزي) – إيدرسون مورايس (مانشستر سيتي الأنجليزي) – ويفرتون (بالميراس البرازيلي).
الدفاع:
دانيال ألفيس (بوماس المكسيكي) – دانيلو (يوفنتوس الأيطالي) – أليكس ساندرو (يوفنتوس الأيطالي) – أليكس تيليس (إشبيلية الإسباني) – بريمير (يوفنتوس الأيطالي) – إيدير ميليتاو (ريال مدريد الإسباني) – ماركينيوس (باريس سان جيرمان الفرنسي) – تياجو سيلفا (تشيلسي الإنجليزي).
خط الوسط:
برونو جيمارايش (نيوكاسل يونايتد الإنجليزي) – كاسيميرو (مانشستر يونايتد الإنجليزي) – إيفرتون ريبيرو (فلامنجو البرازيلي) – فابينيو (ليفربول الإنجليزي) – فريد (مانشستر يونايتد الإنجليزي) – لوكاس باكيتا (وست هام يونايتد الإنجليزي).
الهجوم:
أنتوني سانتوس (مانشستر يونايتد الإنجليزي) – جابريل خيسوس (أرسنال الإنجليزي) – جابريل مارتينيلي (أرسنال الإنجليزي) – نيمار (باريس سان جيرمان الفرنسي) – بيدرو (فلامنجو البرازيلي) – رافينيا (برشلونة الإسباني) – ريتشاليسون (توتنهام الإنجليزي) – رودريجو جوس (ريال مدريد الإسباني) – فينيسوس جونيور (ريال مدريد الإسباني).
أبرز اللاعبين:
1) نيمار:
شارك مع باريس سان جيرمان خلال الموسم الحالي في 19 مباراة، أحرز 15 هدف وصنع 12 هدف.
2) فينيسوس جونيور:
شارك مع ريال مدريد خلال الموسم الحالي في 20 مباراة، أحرز 10 اهداف وصنع 5 اهداف.
3) رودريجو جوس:
شارك مع ريال مدريد خلال الموسم الحالي في 18 مباراة، أحرز 7 اهداف وصنع 5 اهداف.