كتب: محمد منصور وإبراهيم جاد ومحمود السماحي
نلتقيكم في أسبوع جديد من سلسلة سنين ضوئية، نرى أن البعض لم يفهم المحتوى بعد، ونرى أخرين أعجبتهم لغة الحوار ونحن مهمتنا أن نوضح الفارق بيننا وبين العالم أجمع، هذه المرة سنأخذكم في رحلة قد تطول قليلًا، مفادها سيطرة واضحة للأهلي ويوفنتوس وبايرن ميونخ محليًا، والفارق هي ثقافة قد تكون هي السنين الضوئية، فلتشاركونا رحلتنا وأهلًا بكم من جديد في ثاني حلقات سنين ضوئية.
الأهلي المصري
النادي الأهلي، كبير القوم في أفريقيا، لم يسلم من الاتهامات بوجود محاباة من أجهزة الدولة ومن اتحاد الكرة والحكام لمساعدته دائمًا على حساب غريمه الزمالك.
الأهلي يسيطر محليًا وقاريًا على كرة القدم منذ إنشائه بالجزيرة في قلب القاهرة عام 1907، الأحمر فاز بالدوري المصري 40 مرة ويأتي بعده الزمالك برصيد 12 لقب، وفاز بكأس مصر 36 مرة، وبالسوبر المصري عشر مرات.
٩٠ دقيقة فقط ويعود المارد الأحمر للهيمنة على القارة السمراء من جديد .. ٩٠ دقيقة ونتوج بالنجمة التاسعة. لنفعلهاااااا 🏆🚀💪 pic.twitter.com/pOHS0CIz6M
— النادي الأهلي 🏡 (@AlAhly) November 2, 2018
وعلى المستوى القاري فاز الأهلي بدوري أبطال أفريقيا ثمان مرات، وكأس الكؤوس الأفريقي أربع مرات، وكأس الاتحاد الأفريقي “الكونفدرالية” مرة وحيدة، والسوبر الأفريقي ست مرات.
اتهامات “نادي الدولة” و”نادي الحكام” لم يسلم منها الأهلي كأمثاله من الأندية المسيطرة على البطولات في بلادها كيوفنتوس الإيطالي وبايرن ميونخ الألماني والترجي التونسي.
وهو ما أكده أحمد يماني، مؤسس موقع كايروستيديوم ومحلل الأداء في موقع المصري اليوم، حيث قال: “اتهام الأهلي بكونه نادي الدولة يأتي كتبرير لفشل المنافسين، وهو ما يتكرر مع الترجي ويوفينتوس وبايرن ميونخ”.
ولكن لماذا تجد هذه الاتهامات صدى في الشارع الرياضي ويكثر تداولها بين الجماهير؟! يماني علّق على ذلك: “ما يعزز تداول هذا التراشق بين الجماهير هو صدورها من المسئولين والإعلاميين المنافسين”.
وأكمل: “بالإضافة إلى دور مواقع التواصل الاجتماعي التي تعمل على نشر هذه الأفكار، فيكون فوز الأهلي بالبطولات دائمًا بسبب الحكام وبالمثل مع الأندية الأخرى التي تهيمن على المنافسة، ولكن ذلك لا يمنع حدوث مجاملات للفرق الكبيرة في بعض الأحيان”.
وبالفعل هذا ما يحدث مع النادي الأهلي، فمثلًا يتم تفسير تصريحات المسئولين تفسيرًا خاطئًا لإرضاء الذات وإثبات وجود مجاملات بالفعل، فبعد تصريح السيدة جيهان السادات، حرم الرئيس الراحل أنور السادات، بأن زوجها كان يفرح بفوز الأهلي.
قام رئيس الزمالك باستغلال التصريح لصالح فريقه؛ ليؤكد أن الدولة كانت تتدخل ليفوز الأهلي بالدوري لكي يفرح رئيس الجمهورية، وهو ما تسبب في فوز الأهلي بالدوري عشر مرات على حد قوله.
الموقف تكرر ثانيةً بعد تصريحات الوزير خالد عبد العزيز، وزير الشباب السابق، حيث قال: “الفرحة تعم الشارع المصري عندما يفوز الأهلي، وتستطيع أن تصل إلى التقارير الأمنية لتتأكد من ذلك”.
التصريح يبدو منطقيًا كون الأهلي الأكثر شعبية في مصر، ولكن التصريح تم تفسيره بأن الدولة تتدخل لمحاباة الأهلي لإلهاء الشعب، لتستمر أسطورة “نادي الدولة”.
بايرن ميونخ الألماني
الجميع يتحدث ويربط ربما الأهلي كمثال كونه الأكثر حصولًا على بطولات في مصر وقاريًا، ولم نترك فرصة كهذه سوى للتوجه لألمانيا إلى مدينة ميونخ.
بايرن ميونخ كبير البوندسليجا الذي تأسس عام 1900، حصل على 27 بطولة دوري و18 كأس ألماني وست بطولات من كأس السوبر الألماني، لكنه لم يقف عند هذا الحد فتوج بدوري أبطال أوروبا في خمس مناسبات، وكأس الاتحاد الأوروبي وكأس الكؤوس الأوروبية وكأس السوبر الأوروبي في مناسبة واحدة لكل منهم، بل وحصل على بطولة كأس العالم للأندية مرة واحدة.
البايرن هو المسيطر الأوحد في ألمانيا ويختلف ورائه المنافسين، تواصلنا مع ويرسيند أحد مشجعي نادي كولن الذي يلعب بدوري الدرجة الثانية، بسؤاله عن مساعدة الحكام للبايرن؟ فأجاب “هم جيدون بما فيه الكفاية بدون التحكيم، ولكن لأنهم مهيمنين للغاية أعتقد أن هناك المزيد من المواقف التي يتعين على الحكم أن يقوم بها نحن نسميها (Bayern Dusel) دوسيل تعني شيئًا مثل الحظ، في ألمانيا لدينا الآن تقنية الVAR، لذلك هناك عدد أقل من القرارات ومساعدة أقل من الحكم، بايرن ميونيخ هو منافس قوي، لديه أكبر قدر من المال وأفضل اللاعبين، حيث أن لاعبيه يتمتعون بقدرات أفضل من الفرق الأخرى وهم 11 لاعب مثل باقي الفرق”.
تواصلنا مع سيلچا رول الصحفية بجريدة بيلد الألمانية، هل يعد نادي البايرن هو نادي وجهة للدولة ويتدخل الحكام لفوزه بالبطولات، وهل تحدث مشاكل بعد انتهاء البطولة من المنافسين؟ “لا يوجد هذا تمامًا ولكن قد يتدخل الحكام دون قصد، ولكن لا يوجد أي اعتراضات بعد انتهاء البطولة”.
وبسؤالها عن Bayern Dusel وهل هي معتادة من الحكام اتجاه البايرن؟ “نعم هي موجودة حتى الآن ولكن تأتي بعد أن يحالف الحظ البايرن في المباريات المغلقة”.
بالتوجه للصحفي ماركوس ميرز المتواجد بموقع RND الألماني وبسؤاله، أجاب “البايرن فريق قوي ولا يحتاج للتحكيم، ولكن إن تحدثنا عن الأفضلية أمام جماهيره، فالحكام يفضلونه عن باقي الفرق المنافسة”.
لم نترك فرصة كهذه للذهاب للدرجة الثانية بألمانيا وذهبنا إلى ماثيو كاراجيش الصحفي بموقع بوندسليجا فانتيك والمهتم بأخبار دوري الدرجة الثانية، هل يعتمد البايرن على التحكيم أو تميل الحكام له؟ “بايرن ميونخ فريق قوي ولا توجد به مشاكل على عكس دورتموند وشالكه وليفركوزن قد يواجهون مشاكل داخلية تشغلهم دائمًا، تشكيلة بايرن قوية جدًا حتى لاعبي الفرق الأخرى يميلون إلى بايرن في حالة تلقي أكثر من عرض، أمثال ليفاندوسكي وهاميلز وجوتزة وسول”.
هل تعرف شيئا عن Bayern Dusel كونك متابع للدرجة الثانية؟ “بالطبع أعلم عندما يسجل البايرن أهدافًا بوقت متأخر، والفوز بالركلات الحرة الغير مفهومة”
قد ينحاز التحكيم في أوقات لبايرن ميونخ، ولكن ليس جميع بطولاتهم يتدخل فيها التحكيم، فهم فريق قوي وإدارة نموذجية لا تحتاج لمساعدات والمال موجود.
يوفنتنوس الإيطالي
يوفنتوس، كبير إيطاليا، ليس هذا مسمى وحسب يطلقه العشاق على فريقهم، ولكنه هو المحقق على أرض الواقع بالفعل، حيث أن البيانكونيري هو النادي الأكثر نجاحًا على المستوى المحلي في الكرة الإيطالية والأكثر تحقيقًا للبطولات وسيطرة على كرة القدم الإيطالية تاريخيًا، وخاصة في السنوات السبع الأخيرة.
يتربع اليوفي على عرش الكرة الإيطالية بتحقيقه لقب بطولة الدوري الإيطالي في 34 مناسبة بفارق كبير عن أقرب منافسيه، ناديي مدينة ميلان، إنتر ناسيونال وإي سي ميلان، والذي حقق كلاهما اللقب في 18 مناسبة على مدار التاريخ، بالإضافة إلى تحقيق 13 بطولة لكأس إيطاليا متخطيًا روما صاحب التسع بطولات كأس، على الجانب الآخر فإن نجاح يوفنتوس أوروبيًا ليس بنفس نجاحه محليًا حيث حقق الفريق لقب دوري أبطال أوروبا في مناسبتين فقط بالإضافة إلى لقب كأس الكؤوس الأوروبي “الدوري الأوروبي حاليًا” في 3 مناسبات.
في إيطاليا، يرى المنافسون أن البيانكونيري دائمًا يتلقى مساندات تحكيمية تساعده كثيرًا في الفوز بالألقاب والسيطرة على الكرة الإيطالية، وزاد ذلك الاعتقاد وأصبح عقيدة يؤمن بها جميع المنافسين في إيطاليا عقب قضية الكالتشيوبولي الشهيرة، وهبوط اليوفي إلى الدرجة الثانية بحكم قضائي عام 2006، خاصة مع التباين الواضح بين سيطرة اليوفي المحلية ومستواه أوروبيًا، وهنا نجد وجه الشبه بين حالة اليوفي بايرن ميونخ الألماني والأهلي المصري، وهو أن الثلاث فرق يسيطرون بصورة شبه تامة على الكرة في بلادهم، والمنافسون يتهمون الثلاثي بتلقي المساعدات التحكيمية.
توجهنا إلى هيثم محمد، الصحفي في موقع جول دوت ومشجع نادي إنتر ميلان، وقمنا بسؤاله فيما يخص هذا الأمر، وعند سؤاله عن رأيه في الأسباب التي جعلت اليوفي يسيطر على الكرة الإيطالية بصورة كبيرة على مدار التاريخ؟ جاوب قائلًا: “استمرارية اليوفي وخطته الواضحة والتي تكون ذات نظرة مستقبلية لفترات طويلة كانت سبب كبير في استمرارية اليوفي على القمة لفترة طويلة، على عكس الإنتر الذي لا يعيبه عدم الاستمرارية حيث يحقق النادي نجاحات لسنوات معدودة ثم ينحدر المشروع ويبدأ المستوى لفترات أكبر بعد ذلك، بينما ميلان فكان تركيزه الأكبر أوروبا والبطولات الأوروبية كانت أكثر أهمية بالنسبة للفريق من البطولات المحلية وهو ما يظهر في نجاح الفريق أوروبيًا”.
وكان السؤال الثاني، هل ترى التحكيم أحد العوامل الرئيسية في سيطرة اليوفي على الكرة الإيطالية لسنوات طويلة؟ وكانت الإجابة على هذا السؤال كالتالي: “التحكيم كان عامل مساعد للفريق في كثير من الأحيان، لكنه ليس من العوامل الرئيسية التي أدت لسيطرة اليوفي على الكرة الإيطالية، حيث ساعد التحكيم اليوفي في الابتعاد بعدد البطولات عن أقرب المنافسين، وبدون التحكيم لن يكون الفارق بين اليوفي والمنافسين بهذا الحجم، ومساعدات التحكيم مثبتة لليوفي وأهمها قضية الكالتشيوبولي الشهيرة، والتي هبط بسببها اليوفي إلى الدرجة الثانية”.
أضاف هيثم: “هناك مواقف تاريخية تدل على المحاباة لليوفي، على رأسها قضية قضية المنشطات الشهيرة في التسعينات، والتي اعترف زيدان وارجيكولا ودي شامب اعترفوا بإنهم كانوا يتعاطوا مواد منشطة، وهذا يدل على المحاباة الدائمة لليوفي”.
وجاء السؤال الأخير فيما يخص شعبية اليوفي في إيطاليا وكره الأندية الأخرى للفريق؟ فكان رد هيثم: “شعبية اليوفي كبيرة في إيطاليا بصورة كبيرة بالفعل خاصة خارج تورينو، ولكن على الجانب الآخر فيعتبر اليوفي هو الفريق المكروه بصورة أكبر من الجميع ولديه عداوات مع جميع أندية إيطاليا بسبب سيطرته الواضحة على الكرة الإيطالية وشراءه مواهب الكرة الإيطالية بصورة مستمرة بالإضافة إلى مساعدات التحكيم وشعور الآخرين بظلم واضح”.
ننتقل بعد ذلك لسؤال محمد قطب، الصحفي بشبكة بي بي سي والخبير في الكرة الإيطالية، وعند سؤاله عن أسباب سيطرة اليوفي التاريخية، قال: “يوفنتوس كان دائمًا ملكًا لعائلة أنيللي وهو ما أعطي النادي ثبات واستقرار كبير، ساعداه على الاستمرار بصورة كبيرة، وارتباط النادي مع واحدة من أكبر شركات السيارات جعل النادي دائمًا في وضع مالي جيد وهو ما كان له تأثير في شراء المواهب الإيطالية، بالإضافة إلى الحفاظ على الهوية الإيطالية التي جعلت هناك انسجام كبير بين عناصر الفريق لفترات طويلة”.
وعند الانتقال إلى الحديث عن المجاملات التحكيمية، كان رأي قطب مغايرًا قليلًا حيث يرى أن التحكيم كان من أهم عوامل سيطرة اليوفي، فكان رده: “بالطبع التحكيم ساعد يوفنتوس بصورة كبيرة في السيطرة الإيطالية، والدليل القاطع هي فضيحة الكالتشيوبولي الشهيرة، بالإضافة إلى تباين مستوى وبطولات الفريق محليًا وأوروبيًا وهو أكبر دليل أنه يجد تسهيلات داخل إيطاليا لا يجدها عند اللعب في أوروبا، وهو ما يجعلنا نجزم أن المساعدات التحكيمية أثرت بصورة كبيرة في تاريخ النادي”.
https://www.youtube.com/watch?v=v_WPkj9avOQ
لنختتم معه الحوار بسؤالنا عن شعبية اليوفي وعداوته مع المنافسين؟ فلم يكن الرد مختلف عن سابقه، حيث جاوب: “بالطبع يوفنتوس له شعبية كبيرة داخل إيطاليا، خاصة خارج تورينو مدينة الفريق، حيث يتمتع الفريق بشعبية كبيرة في أرجاء إيطاليا، إلا أن الفريق هو الأكثر عداوة مع جماهير الفرق الأخرى والأكثر كرهًا لدى الجميع، حيث تعايره جماهير الميلان بالنجاحات الأوروبية التي يفشل في تحقيقها، وجماهير الإنتر بهبوط البيانكونيري إلى الدرجة الثانية وهو ما لم يحصل للإنتر، وغيرهم من الأندية التي تكن كل الكره لليوفي”.
يصفون الأهلي بالمحظوظ، يصفون البايرن بBayern Dusel، يصفون اليوفنتوس Rubentus، ويسير الكبار معًا دون النظر خلفهم.
فصل جديد يكتب يوضح الفارق بين تعامل منافسي الأهلي معه حتى بعد انتهاء البطولات، وبين تعامل الفرق المنافسة للبايرن واليوفي في ألمانيا وإيطاليا، فالتعامل بإثبات فقط؛ وهذا هو فارق السنين الضوئية، والقادم أفضل متابعين cairo stadium.
يمكنكم متابعة الحلقة الأولى من سلسلة سنين ضوئية والمقارنة بين الأهلي وريال مدريد ونادي القرن.
