شهدت الأيام القليلة الماضية جدلًا واسعًا بعد ظهور لاعبة التسلق الإيرانية “إلناز ركابي” في إحدى بطولات التسلق بكوريا الجنوبية بدون حجاب كما هو المعتاد، تضامنًا مع التظاهرات في الشوارع الإيرانية.
ويأتي ذلك في إطار وفاة الشابة “مهسا أميني” صاحبة الـ 22 عامًا والتي تم احتجازها من قبل شرطة الأخلاق الإيرانية بتهمة عدم الالتزام بارتداء الحجاب الصحيح.
ولقت “مهسا” مصرعها بعد ثلاث أيام من احتجازها إثر تعرضها لضربات عنيفة على الرأس خلال فترة احتجازها، إلا أن السلطات الإيرانية نفت ذلك وقالت أنها تعرضت لنوبة قلبية.
موت تلك الشابة لم يمر مرور الكرام على الشارع الإيراني، فقد اشتعلت المظاهرات المعارضة لفرض ارتداء الحجاب على الإيرانيات.
حيث تلزم دولة إيران جميع النساء بما فيهن الرياضيات المشاركات في أي بطولة محلية أو دولية في الخارج بارتداء الحجاب خلال المنافسات، وتغطية الأرجل والأذرع.
موقف “إلناز” الشجاع دفع المواطنين الإيرانيين للخروج في حشود أمام المطار لاستقبال “ركابي” التي وصفوها بالبطلة لتمردها على قوانين النظام الصارمة والمتعسفة ومساندة شعبها، رغم خطورة الأمر على مسيرتها بل وحياتها أيضًا!.
ولكن ما أثار الجدل أكثر هو خروج “ركابي” للإعلام واعتذارها عن الظهور بدون الحجاب مبررة ما حدث بأن حجابها سقط عن رأسها بالخطأ خلال المنافسات.
وجاء ذلك عقب مقابلتها مع وزير الرياضة الإيراني، في اليوم الثاني لعودتها من كوريا الجنوبية، وكانت ترتدي “ركابي” نفس الملابس التي كانت ترتديها عند وصولها للمطار.
مما أثار الشكوك حول أنها لم تعد لبيتها، بل تم احتجازها، وهذا ما أكدته شبكة بي بي سي حسب أحد مصادرها.
وقال المصدر أن “إلناز ركابي” احتجزت في غرفة داخل مقر اللجنة الأولمبية الإيرانية.
كما أكد أنها تعرضت للتهديد بمصادرة جميع أملاك عائلة “ركابي” وأجبرت على الإدلاء بتلك التصريحات عقب خروجها.
وأضاف مصدر بي بي سي أن اللاعبة صاحبة الـ 33 عامًا قيد الإقامة الجبرية، وتم سحب هاتفها النقال، إلا أن السلطات أكدت أنها تحتاج للراحة وتُقيم الآن في منزلها.
وقال المصدر أيضًا أن السلطات الأيرانية عادة ما تجبر الرياضيين الإيرانيين قبل مغادرة البلاد للمشاركة في البطولات الدولية على ترك ضمانات بأنهم سيعودون مرة أخرى.
وكانت الضمانة التي تركها “إلناز ركابي” هي توقيعها على شيك بقيمة 35 ألف دولار، بجانب توقيعها على توكيل للاتحاد الإيراني للتسلق ببيع أملاك عائلتها بالكامل.
كما أكد موقع “إيران واير” الإخباري أن “إلناز” كانت تخشى العودة لإيران ولكن وعدها مدير اتحاد التسلق الإيراني بأنها ستكون آمنة تمامًا في حالة توجهها للسفارة الإيرانية بسيول وقيامها بتسلم جواز سفرها وهاتفها المحمول.
الجدير بالذكر أن في عام 2020 هربت اللاعبة الأولمبية “كيميا علي زاده” وهي اللاعبة الإيرانية الوحيدة الحاصلة على ميدالية أولمبية، ولم تعد للأراضي الإيرانية حتى الآن.
وسبق وصرحت “كيميا علي زاده” قائلة “لقد غادرت إيران لأنني لا أريد أن أكون جزءًا من النفاق والظلم، أنا واحدة من ملايين النساء المضطهدات في إيران”.
وقام مركز “هيومن رايتس إيران” بمطالبة الاتحاد الدولي للتسلّق بالتواصل مع منظمات حقوق الإنسان من أجل توفير الحماية لـ “إلناز ركابي” وجميع الرياضيات الإيرانيات، مؤكدًا على أن الحكومة الإيرانية معروفة بسياسة الاعتقالات والاغتيال لكل من يعارضها.
تابع صفحة الرياضة مش كورة وبس عبر تويتر وفيسبوك لتكون أقرب للحدث.